بيدرسون يحذّرُ من خطرِ حربٍ إقليميّةٍ قد تشملُ سوريا
حذَّر مبعوثُ الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، خلال جلسةٍ عُقدت أمس الجمعة في مجلس الأمن الدولي بشأن التطوّراتِ السياسية والإنسانية في سوريا، من خطرِ اندلاع حربٍ إقليمية واسعةِ النطاقِ قد تشمل سوريا، وذلك على خلفية تفجيرِ أجهزةِ اتصالٍ لاسلكية في لبنان.
وقال بيدرسون إنَّ هناك “خطراً واضحاً وحاضراً يتمثّل في اندلاع حربٍ إقليمية أوسعَ نطاقاً تجرُّ الشعبَ السوري إلى مرمى نيرانها”، مؤكّداً أنَّ المنطقةَ تشهد “لحظةً خطيرةً للغاية”، وخاصةً بعد الأحداث الأخيرة في لبنان.
ودعا المبعوثُ الأممي لضبط النفس إلى أقصى حدٍّ، مضيفاً، “الحاجةُ القصوى في الوقت الحالي هي خفضُ التصعيدِ في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك وقفُ إطلاق النار في غزّة، وفي سوريا نفسها، نحتاج أيضاً إلى خفضِ التصعيد وصولاً إلى وقفِ إطلاق نارٍ على مستوى البلاد”.
كما أبلغ بيدرسون أعضاءَ المجلس أنَّ الاعتقالاتِ التعسفيّةَ والاختفاءَ القسري وسوءَ المعاملة والتعذيب أثناء الاحتجازِ لا يزال يُبلّغُ عنها في جميع مناطق سوريا، بما في ذلك حالاتُ وفاةٍ أثناء الاحتجازِ والاعتقال بهدف انتزاعِ الرشاوى.
كذلك أشار إلى أنَّ وضعَ اللاجئين والنازحين في جميع أنحاء سوريا والمنطقة لا يزال مثيراً للقلق، داعياً إلى حمايةِ السوريين أينما كانوا، بما في ذلك في البلدان المضيفةِ، مضيفاً أنَّ الخطاباتِ والأفعالَ المناهضةَ للاجئين يجب أنْ تتوقّفَ.
ولفت إلى أنَّ سوريا تحتاج إلى إحراز تقدّمٍ حقيقي نحو بيئةٍ آمنةٍ وهادئة ومحايدة، وهي البيئةُ المطلوبةُ للعودة الآمنة والكريمة والطوعيّة للاجئين، ولتحقيق ذلك، يضيف بيدرسون، “لا توجد طرقٌ مختصرةٌ على الإطلاق. وبدون عمليّةٍ موثوقة للتوصّل إلى حلٍّ سياسي، فمن المرجّح أنْ تستمرَّ دوّامةُ الاتجاهاتِ الهابطة في سوريا”.
وشدّد على أنَّه من “غير الواقعي الاعتقادُ بأنَّه يمكن تحقيقُ الاستقرار بدون عمليّةٍ سياسية، بين الأطراف السورية المتحاربةِ نفسها، بتيسير من الأمم المتحدة”، مبيّناً أنَّ “هذا المسارَ يمكن تطويرُه بطريقةٍ موثوقة ومتوازنة وواقعية، تحترم المصالحَ الأساسية
لجميع الأطراف المعنيّة، وتتضمّن تسويةً حقيقيّةً من جميع الأطراف”.
وشدّد بيدرسون على أنَّه لا يوجد حلٌّ عسكري ولا “حلٌّ دبلوماسي مجزّأ” للصراع، وناشد جميعَ أصحابِ المصلحة الانخراطَ مع الأمم المتحدة.