تتشابهُ مع سجونِ نظامِ الأسدِ .. سوريونَ يتحدّثونَ عن وسائلِ التعذيبِ في السجونِ اللبنانيّةِ
تحدّث سوريون عن أساليبِ التعذيب التي تتبعها الأجهزةُ الأمنيّة اللبنانيةُ في سجن رومية المركزي في لبنان، موضّحينَ أنَّها متعدّدةٌ وتختلفُ باختلاف التهمِ الموجّهة إليهم.
ونهايةَ شهر آب الماضي، قُتل المواطنُ السوري بشارُ السعود على أيدي القوى الأمنيّة اللبنانية المسؤولةِ عن حماية السجن، حيث ادّعت الأجهزةُ الأمنيّةُ اللبنانية أنَّه تُوفّي إثرَ نوبة قلبية استدعت نقلَه إلى المستشفى، حيث تُوفي، إلا أنَّ الصورَ المتداولة لـ “السعود” وثَّقت تعرّضَه للتعذيب بشكلٍ وحشي على أيدي الأمن اللبناني.
موقع “تلفزيون سوريا” ذكرَ في تقريرٍ أنَّه حصل على معلوماتٍ تفيد بأنَّ هناك قرابة 300 معتقلٍ سوري في سجن رومية، يقبع معظمُهم في المبنى “ب”.
ووفقاً لما نقله الموقعُ عن عدّة مساجين، فإنَّ أساليب التعذيب في السجن متعدّدةٌ وتختلفُ باختلاف التّهم الموجّهةِ إليهم، إلا أنَّ النصيبَ الأكبرَ من التعذيب يناله المتّهمون بجرائم “الإرهاب”.
وقال أحدُ المساجين للموقع، إنَّ الـ “بلنكو” هو أحدُ أساليب التعذيب، ويعتمد على رفعِ السجين من يديه وتعليقه بالهواء لفتراتٍ طويلة، إلى جانب إبقاءِ السجين واقفاً لمدّة طويلة دون أنْ يتحرّكَ لأكثرَ من يومٍ كامل، ناهيك عن ضربِ المساجين بالعصي، والأيدي، والركل.
أما سجين آخر، فقد ذكر أنَّه تعرّض في سجن رومية لما يُعرف بـ “الشبح”، وهو وقوف المعتقل أو جلوسه في أوضاعٍ مؤلمةٍ لفترة طويلة، وغالباً ما يتمُّ إجلاسُ المعتقل على كرسي صغير، لا تتجاوز قاعدتُه 25سم × 25سم وارتفاعُه نحو 30سم، مقيّدَ اليدين إلى الخلف.
كما ذكر عددٌ من السجناء للموقع ، أنَّ “أمراضاً غريبة” تنتشر في السجن بسبب المياه الملوّثة التي يستخدمها المساجينُ، إلى جانب عدم توفّر الأدوية المناسبة للمعالجة.
وأشار السجناء إلى أنَّ الطعام المُقدَّم لهم من قِبل إدارة السجن لا يكاد يكفي، ولا يتمتّع بأدنى مقوّمات النظافة، إلى جانب انقطاع الكهرباء بشكلٍ مستمرٍّ في السجن، واكتظاظ الغرف بالمساجين.
وكانت منظمةُ العفو الدولية قد أصدرت تقريراً في 23 آذار من العام الماضي، سلّطتْ الضوءَ من خلاله على أوضاع المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.
وأكّدتْ المنظمة أنَّ المعتقلين تعرّضوا لـ “أساليب تعذيب مروّعة”، وحرمان من “المحاكمة العادلة”، بحسب التقرير الذي حمل عنوان، “كم تمنّيتُ أنْ أموتَ”، الذي وثّق انتهاكات طالت 26 لاجئاً سورياً، بينهم أربعةُ أطفال تمَّ توقيفُهم بين العامين 2014 و2021، ولا يزال ستةٌ منهم قيدَ الاعتقال حتى الآن.
وأشار تقريرُ المنظمة إلى أنَّ تعدّد أساليبِ التعذيب التي استخدمتها القوى الأمنيةُ اللبنانية، كـ”الضرب بالعصي المعدنية، والكابلات الكهربائية، والأنابيب البلاستيكية”.
وتضمّن التقرير إفادات لمحتجزين قالوا إنّهم تعرّضوا لأساليب تعذيب مختلفة، منها “عملياتُ تعليقِهم رأساً على عقب، أو إرغامِهم على اتخاذ أوضاع جسدية مُجهدةٍ لفترات مطوّلة من الوقت”.
ووصفت المنظمة الأساليبَ التي استخدمتها القوى الأمنية اللبنانية بـ “المروّعة”، وأشارت إلى أنَّ تلك الأساليب هي نفسها المستخدمةُ في أسوأ السجون سمعةً لدى نظام الأسد، حيث يقبع عشراتُ آلاف المعتقلين.