تقريرٌ: الغاراتُ الإسرائيليةُ الأخيرةُ على طرطوسَ رسائلُ لروسيا حولَ علاقتِها بإيرانَ
ذكر موقع “بريكينغ ديفينس” أنَّه عند استهدافِ شحنةِ صواريخَ إيرانيّة الصنعِ في أثناء مرورِها عبر سوريا يبدو الإجراءُ روتينياً ومعتاداً، إلا أنَّ الموقعَ الذي أصابته تلك الغارةُ أتى مثيراً للاستغراب، إذ وقعت في محيطِ ميناء طرطوس الذي يخضعُ للسيطرة الروسية.
ونقلَ الموقعُ في تقرير له عن مصادرَ عسكرية إسرائيلية قولها، إنَّ تلك الغارات ضربت موقعاً يبعدُ ثلاثةَ كيلومترات تقريباً عن قاعدة طرطوس العسكرية، التي استأجرتها البحريةُ الروسية لتقيمَ فيها قاعدةً على البحر المتوسط، وقد تمَّ إبلاغُ روسيا بتلك الضربة قبل خمسِ دقائق تقريباً عبر خطِّ خفض التصعيد.
وبحسب ما ذكرته المصادرُ الإسرائيلية، تعتبر تلك الغارةَ أقربَ غارةً تُشنُّ على موقع عسكري روسي، لذا من الصعب تجاهلُ الرسالة التي تمَّ توجيهها من خلال تلك الغارات القريبة، في الوقت الذي تطوّرت فيه العلاقات بين إيران وروسيا بشكل دفعَ المسؤولين الإسرائيليين لأنْ يعربوا عن قلقِهم تجاه مستقبلِ التعاون بين البلدين.
كما أكدت مصادرُ في وزارة الدفاع الإسرائيلية على أنَّ موسكو ترى في إيران زبوناً محتملاً لبعض منصّاتها القتالية الرئيسية، وذلك من خلال تصريحات بوتين التي انتشرت يوم الاثنين بعدما قال، “إنَّنا على استعداد لأنْ نقدّم لحلفائنا وشركائنا أكثرَ أنواع الأسلحة تطوراً، بدءاً من الأسلحة النارية، مروراً بالمدرعات والمدفعية، وصولاً إلى الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع”.
ووفقاً للموقع فإنَّ كلَّ ذلك يقلق إسرائيل التي تتلخّص أولوياتها الدفاعية بعزلِ إيران وإضعافها بأيّ وسيلة، لذا فإنَّ مجردَ التفكير بحصول إيران على طائرات متطوّرة وإرسالِها حتى تحلق في الأجواء يعتبر أمراً مثيراً للقلق والذعر إلى أبعد الحدود.
وقال المديرُ السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي جيورا إيلاند، إنَّ العلاقات بين موسكو وطهران تعتبر بكلِّ صراحة، “أخباراً سيّئة بالنسبة لإسرائيل”، خاصةً بعد تمتّع إسرائيل بحرية نسبية في الوقتِ الراهن عند قيامِها بعملياتها الجوية في سوريا.