خبراءُ أتراكٍ يكشفونَ السياسة التي تتّبعها ميليشيا “ي ب ك” بخصوصِ التعاملِ مع أسرى “داعشٍ”
نشرتْ وكالة الأناضول التركية تقريراً يوضّح رؤية لخبراء أتراك بخصوص استغلال تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي قضية إطلاقِ سراح سجناء تنظيم “داعش” من مخيّم الهول في شمال شرقي سوريا، واستخدامِها كـ “ورقة ضغطٍ سياسية”، لتهديد الأمن الإقليمي والعالمي.
حيث يضمُّ المخيّم الواقع شمال شرقي سوريا والذي يسيطر عليه تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، العديد من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي وعائلاتهم من 50 دولة، إضافة لعددٍ كبير من المدنيين الفارّين من الصراعات بالمنطقة.
ومنذ نحو عامٍ، يعمل “ي ب ك/بي كا كا” على إطلاق سراح عناصر “داعش” من المخيّم، الذي يشهد تدهوراً مستمراً في الأوضاع الإنسانية، كما يعمد التنظيم لإطلاق سراح العديد من الإرهابيين الذين تبيّنَ أنّهم على اتصال بـ”داعش”، إلى جانب سماحِه للمدنيين الذين لم يشاركوا في أعمال قتالية بمغادرة المخيّم.
وبلغ عددُ الأشخاص الذين سمحت لهم ميليشياتُ “ي ب ك/ بي كا كا” بمغادرة المخيّم بطريقة غيرِ خاضعة للرقابة، نحو 3 آلاف شخصٍ، فيما لا يُعرَف عددُ المنتسبين إلى “داعش” ضمنَ هذا العدد.
وقال عضو الهيئة التدريسية بجامعة “يدي تبه” التركية، الدكتور “مسعود حقي جاشن” للأناضول: إنّ إطلاق سراح عناصر “داعش” يهدف لزعزعة الاستقرار بالمناطق التي طهّرتها تركيا من الإرهاب ضمنَ عمليات “نبع السلام” و”درع الفرات” و”غصن الزيتون”، موضّحاً أنّ عناصر من “داعش” نجحوا في التسلّل بين الحين والآخر إلى تلك المناطق.
وأكّد الأكاديمي التركي، أنّ تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، يستخدم سجناءَ “داعش” في عمليات الاتجار بالأسرى، حيث باتتْ تشكّل مصدراً آخراً من مصادر تمويل التنظيم، مفيداً بأنّ التنظيم يقوم بإطلاق سراح أسرى “داعش” مقابل مبالغ مالية تضمن له توفيرَ موارد مالية جديدة، فضلًا عن استغلالِ تلك العناصر الإرهابية لزعزعة أمن المنطقة ومنعِ اللاجئين من العودة إليها.
بدوره، قال الدكتور بمركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية التركية، “جان قصاب أوغلو” للأناضول، إنّ تنظيم “داعش يسعى منذُ فترة طويلة للعودة إلى ساحة الصراع والسيطرة على أراضٍ بالمنطقة”، مستدرِكاً بالقول: “تهديد داعش لم يختفِ بعدُ كما أنَّ هناك العديد من المسلحين لازالوا موالين للتنظيم”.
من جهته، ذكر الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM) بتركيا “سمير العبد الله” أنّ الغرض من إخلاء “ي ب ك/ بي كا كا” لمخيّم “الهول” هو الحصولُ على دعم مالي وسياسي وعسكري أكبر من “التحالف الدولي ضدَّ داعش”، مضيفاً باحتمال توجّه بعض عناصر داعش لأوروبا “كلاجئين” بعدَ مغادرتهم مخيّم الهول، لافتاً لإمكانية قيام أعضاء التنظيم الإرهابي بالاتصال مع “الخلايا السرية” بعدَ خروجهم من المخيّم.