طبيبٌ سوريٌّ يدلي بشهادتِه حولَ تعذيبِ المعتقلينَ بسجونِ النظامِ.. أمامَ محكمةٍ ألمانيّةٍ
أدلى طبيب سوري عالج سابقاً معتقلين في سجون النظام، بشهادته أمام محكمة “كوبلنز العليا” الألمانية، ضمن سياق محاكمة الضابط السابق في مخابرات نظام الأسد أنور رسلان، المتّهم بارتكاب جرائم ضدَّ الإنسانية، أثناء تولّيه رئاسة قسم التحقيق في “الفرع 251” – الخطيب- بدمشق، بين عامي 2011 و2012.
وبحسب موقع “Justice Info”، قال إنَّ الطبيب السوري (36 عاماً) قال في معرض شهادته أمام المحكمة، إنَّ ضابطاً من فرع “الخطيب” اجتمع في شهر رمضان 2012، بإدارة مشفى “الهلال الأحمر” بدمشق، حيث كان ينهي تدريبه الإجباري، لتنظيم زيارات يومية لمساعدي الأطباء إلى سجن الفرع.
وأضاف إنَّه وزملاءه فحصوا المعتقلين بمكان ما تحت الأرض في سجن “الخطيب”، وعالجوا إصابات صغيرة كـ “خرّاجات” في الذراعين والقدمين، وجروح صغيرة في الرأس، مشيراً إلى أنَّ الأطباء عالجوا أكثرَ من مئة مريض، وأنَّ بعض أوقات العلاج استغرقت قرابة الساعتين، فيما امتد بعضُها إلى خمس ساعات متواصلة.
واصفاً بعضها بأنَّها “مختلفة تماماً عن أيِّ حالة مرضية تعلّموها، أثناء دراستهم للطب”، ومنها رضوض وجروح كبيرة “كشف بعضها عن شرايين وأوتار المعتقلين، وكسور في العظام وانتفاخات وإنتانات تضاعفتْ أضعاف حجمها الحقيقي”، مؤكّداً أنَّها كانت “المرَّة الأولى التي يشاهد فيها هكذا حالات”.
واستذكر الطبيب أول جثة لمعتقل رآها في الفرع، قائلاً: “كان شاحباً عارياً حافي القدمين، ولسانه جافّ أبيض، ولم يُسمح لنا بتحديد سبب الوفاة”.
موضّحاً أنَّ عمل الأطباء يقتصر على تحديد “ما إذا كان علاج المريض ممكناً أم لا؟ وإنْ مات، فتكون مهمُّة الطبيب قد انتهت”.
وبيّنَ أنَّه كان من المسموح تحديد أسباب حالات وفاة المعتقلين التي تحدّث في المشفى، والتي تنوعت بين “فشل في القلب، فشل كلوي، انخفاض في ضغط الدم بسبب الجفاف، تعفّن الدم نتيجة الإصابات، إلا أنَّ السبب “الأكثر منطقية” في تحديد سبب وفاة المعتقلين، هو “آثار التعذيب”.
وأكّد الطبيب أنَّه كانت هناك حالات وفاة كلَّ يوم تقريباً، توفي بعضهم بالفرع وآخرون بالمشفى، مشيراً إلى أنَّه “شاهد بعينيه ما لا يقلُّ عن 50 حالة وفاة بأمِّ عينيه، لكنَّ زملاءه أخبروه أنَّه كان هناك المزيد”.