في حالِ أصيبتْ حالةٌ واحدةٌ فقط.. سينتشرُ “كورونا” في مخيماتِ النازحينَ كالنارِ في الهشيمِ
في سوريا حيث سبّب ما يقرب من عقدٍ من الحرب في تهجير 6.1 مليون شخصٍ وأجبِرَ حوالي 5.3 مليون شخصٍ على الفرار إلى الدول المجاورة، فإنّ فيروس كورونا يمثل تهديدًا جديدًا للمجتمعات غيرِ المجهّزة للتعامل معه.
قال نايف الأحمد البالغ من العمر 33 سنة والذي عاش لمدّة خمس سنوات في مخيم للنازحين على أرض موحلة بالقرب من مدينة اعزاز، التي يسكنها حوالي 150 عائلة في خيام قاتمة: “نحن لا نغسل أيدينا كثيراً لأنّ المياه شحيحة”، وأضاف الأحمد، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله السبعة: “القفازات والأقنعة غيرُ متوفرّة، وإذا كانت متوفّرةً فهي باهظة الثمن”.
في مخيم آخر قرب محافظة إدلب، تمّ نقلُ العائلات من عدّة خيام جماعية كبيرة إلى خيام فردية، في محاولة لاستباق انتشار الفيروس، على الرغم من عدم تسجيل أيِّ حالات حتى الآن في الشمال الغربي الذي يسيطر عليه الثوار، قال إبراهيم صحاري مدير المخيم الواقع بالقرب من بلدة معرة مصرين: “لقد قسّمناهم قدر الإمكان”.
تلقت إدلب حوالي 1500 مجموعة اختبار لفيروس كورونا في الأيام القليلة الماضية بينما يبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ 3 ملايين، قال محمد التناري طبيب ومنسّق طبي في منطقة إدلب: “العزلُ صعبٌ للغاية”.
بعض الناس ما زالوا يعيشون في المدارس أو في المساجد، وبهذا فإذا كان لدينا مصابون بفيروس كورونا، سيساعد هذا الأمر الفيروس على الانتشار على نطاق واسع”.
توجد مخاوف اكتظاظ مماثلة في البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين، حيث سجل لبنان حوالي 350 حالة حتى الآن، على الرغم من عدم وجود أيّ منها في مخيمات اللاجئين، قالت اللاجئة السورية حمدة حسن واصفة مخيمها في شمال لبنان: “عندما يتنفس شخص ما، يشعر جارُه بذلك”.