لرصدِ تحرّكاتِ مهرّبي المخدّراتِ .. الأردنُ يحرقُ الأعشابَ على الجهةِ المقابلةِ للحدودِ السوريةِ
أحرقت قواتُ حرس الحدود الأردنية الأعشابَ والأشواك على الطرف المقابلِ لوادي اليرموك على الحدودِ السورية خلال الأيام الماضية، تأهبًا لرصد تحرّكاتِ المهرّبين وميليشياتِ الاحتلال الإيراني التي تقود عملياتِ التهريب في تلك المنطقة.
ونقل “تجمّعُ أحرارِ حوران” عن مصادرَ قولها، إنَّ القوات الأردنية أشعلتْ النيرانَ بواسطة القنابل والرصاص، وتهدف لجعل المنطقةِ مكشوفةً من جهتها لتستطيع رصدَ تحرّكات المهربين ومواجهتها بشكلٍ أسهل.
وتأتي هذه الخطوةُ مع تزايد عملياتِ تهريب المخدّرات إلى الأراضي الأردنية، حيث أحبطتْ السلطاتُ الأردنية يوم الجمعة الفائت محاولةَ تهريب كمياتٍ كبيرة من المواد المخدّرة قادمةً من مناطق سيطرة نظام الأسد، وتمَّ العثورُ على 716 ألفَ حبّةِ “كبتاغون”، وهي العمليةُ الخامسة التي تحبطها الأردنُ على حدودها مع سوريا منذ مطلع شهرِ حزيران الجاري.
ويوم الجمعة، أكّد الملكُ الأردني عبد الله الثاني، أنَّ بلادَه تواجه خطراً متزايداً جرّاءَ تمدّدِ الميليشيات الشيعيّة المدعومةِ من الاحتلال الإيراني على حدودِها الشمالية مع سوريا، مبيّناً أنَّ هذه الميليشياتِ زادتْ من عملياتِ تهريب السلاح والمخدّرات”، تزامناً مع تراجعِ دورِ روسيا في سوريا بسبب أزمةِ أوكرانيا.
وأضاف الملكُ الأردني في مقابلةٍ مع قناة “CNBC” الأمريكية، أنَّ تراجَع الدور الروسي في سوريا، أدّى كذلك إلى عودة تنظيمِ “داعش” إلى الظهور.
ودعا عبدُ الله الثاني في مقابلته، إلى تشكيلِ تحالفٍ عسكري في الشرق الأوسط، على غِرار حلفِ شمالِ الأطلسي “الناتو”، تشترك فيه ما وصفَها بـ”الدولِ التي تمتلك نفسَ التفكير”. مشدّداً على أنَّه سيدعمُ هذا التحالف.
ولفت إلى أنَّ رؤيةَ مثلَ هذا التحالف العسكري “يجب أنْ تكونَ واضحةً جداً، ودورَه يجب أنْ يكونَ محدّداً بشكلٍ جيّدٍ، وإلا سيكونُ مربكاً للجميع”.
وكان الملكُ الأردني، قد حذّرَ في وقتٍ سابقٍ، من “تصعيدِ المشاكل” على حدودِ بلاده مع سوريا، بسبب زيادةِ النفوذ الإيراني وتراجعِ الوجود الروسي.
وقال في لقاءٍ أجراه معهدُ هوفر في جامعة ستانفورد الأمريكية، منتصفَ أيار 2022، إنَّ “الوجودَ الروسي في جنوب سوريا كان يشكّل مصدراً للتهدئة”، مشيراً إلى تراجع الدورِ الروسي، و”هذا الفراغُ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم”.