للتعاطي مع المعاركِ بتكتيكٍ جديدٍ.. مناوراتٌ عسكريةٌ روسيّةٌ في الأجواءِ السوريةِ وعلى ارتفاعاتٍ غيرِ مسبوقةٍ
نفّذت أكثر من 10 طائرات حربية تابعة للاحتلال الروسي والمتمركزة في قاعدة حميميم عدّة طلعات جويّة على ارتفاع يتجاوز الـ 10 كم ولأول مرّةٍ، وذلك في أجواء مناطق سيطرة نظام الأسد وقرب البحر الأبيض المتوسط.
وتزامنَ ذلك مع استمرار انتهاك قوات الأسد والميليشيات الإيرانية للهدنة ووقفِ إطلاق النار وذلك باستمرار القصف المدفعي والصاروخي من قِبَلِ قوات الأسد على محاور بلدتي الفطيرة وسفوهن بريف إدلب الجنوبي، وعلى مدينة سرمين ومحاور النيرب بريف إدلب الشرقي, وعلى بلدات كفر عمة والقصر وتقاد بريف حلب الغربي، وسطَ تحليق طائرة استطلاع روسية عملاقة مخصّصة لعمليات التجسّس والتنصّت وأخذ الأهداف في أجواء مدينة إدلب وجبل الزاوية وجبل الأربعين وسراقب بريف إدلب، وسهل الغاب بريف حماة، وعدّة مناطق في ريف حلب الغربي.
وبحسب مصادر عسكرية فإنّ تلك التدريبات الجويّة التكتيكية الجديدة التي تتبعها طائرات الاحتلال الروسية قد تكون تجهيزاً لأسلوب عسكري جديد قد تستخدمه قوات الاحتلال الروسي في معاركها ضدّ فصائل الثورة السورية في الشمال السوري، وذلك بعد استخدام الجيش التركي وفصائل الثورة السورية لأسلحة مضادة للطيران في المعركة الماضية.
وكان قد تمّ إسقاط عدّة طائرات مروحية لنظام الأسد كانت تستهدف مناطق إدلب وريف حلب خلال المعارك الماضية وباستخدام صواريخ محمولة على الكتف، كما أسقطت طائرات تركية من طراز F-16 ثلاث طائرات حربية (اثنتان من طراز Su-24s وطائرة L-39) تابعة لقوات الأسد.
وجميع تلك المؤشرات تؤكّد على أنّ الاحتلال الروسي يجري تلك المناورات غالباً لمحاكاة ظروف جديدة للمعركة التي من المتوقّع أنْ يشنّها في المنطقة من جديد، وذلك للتعاطي معها بأساليب وتكتيكات جديدة تفادياً لتعرّضه لخسائر فادحة كما في المرات السابقة، علماً أنّ الطيران الحربي الروسي كان يحلّق على ارتفاعات تتراوح بين 5-7 كم خلال الأعوام الماضية.
ويُشار إلى أنّ الأيام الأخيرة قد شهدت ولأوّل مرّة منذ اتفاق وقفِ إطلاق النار طلعات جوية تدريبية لطيران قوات الأسد فوق العديد من المناطق في ريفَي إدلب الشرقي والشمالي من دون تنفيذ أيِّ غارةٍ، كما أنّ طيران الاستطلاع الروسي حلّق طوال الليل فوق محاور شرق إدلب، تزامناً مع استقدام قوات الأسد والميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني تعزيزات عسكرية كبيرة تمركزت على كافة محاور ريفي حلب وإدلب، وسط ترقّبٍ من سكان المنطقة وتخوّفٍ من عمليات قصف جديدة على المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد ذكرت أول أمس أنّها تتابع عن كثب تنفيذَ وقفِ إطلاق النار في إدلب السورية، ضمن الاتفاق المتوصّل إليه مع روسيا، وقال المسؤول بالوزارة “أولجاي دينيزير” في مؤتمر صحافي بالعاصمة أنقرة: إنّ “الدورية العسكرية المشتركة الثالثة بين تركيا وروسيا في شمال سوريا، سيتم إجراؤها عندما تسمح الظروف الجويّة بذلك”.