مسؤولٌ تركيٌ يحدّدُ معاييرَ ومحدّداتِ مشروعِ عودةِ السوريينَ إلى المناطقِ الآمنةِ في سوريا
حدّد مديرُ عامِ الاندماج في رئاسة إدارةِ الهجرة التركية، نائبُ المدير العام “غوكشة أوك”، معاييرَ ومحدّدات مشروعَ عودة السوريين إلى المناطق الآمنةِ في بلادهم، مبيّناً أنَّها طوعيةٌ وتوافق القوانينَ الدولية.
وأوضح “أوك” في حوار مع وكالة الأناضول إنَّ “تشجيعَ الناس للعودة الطوعية والاستقرار ببلادهم يتطلّبُ أنْ تكونَ المنطقةُ آمنةً مستقرّة، وضمانِ أمنِ العائدين وكرامتهم، فالعامل الأول هو الأمن”.
وشدّد على أنَّ تركيا “لا تريد أنْ يعودَ الناس ويبقوا بالشارع، بل تبني لهم بيوتاً من خلال المساعدات التي تتلقّاها منظماتُ المجتمع المدني وبدعمٍ دولي”.
وأشار المسؤولُ التركي إلى أنَّه سيتمُّ “تأسيسُ البنية التحتية والفوقية، وتأسيسُ الزراعة والصناعة والمناطق الصناعية، وتدابيرُ إدارية لتوفير الدعمِ النفسي لدعمهم، وكلُّها جاهزةٌ وستبدأ المرحلة لاحقاً”.
وكشف “أوك”، أنَّ المستهدفين بالعودة الطوعية، “من يؤمن أنَّه لن ينسجَم مع الحياة في تركيا، ومن يخطّطُ لأنْ يكونَ مستقبلُه خارجَ البلاد، ومن يشعر بأنَّه يرغب بالعودة، ومن لديه حسرةٌ لبلاده”.
وتوقّع أنْ يكون عددُ هؤلاء المستهدفين “مليوناً أو أكثرَ، وبدأت العودةُ الطوعية و ستبقى مستمرّةً، وعاد قرابة 500 ألفٍ بشكلٍ طوعي، وكلُّ يومٍ هناك عودة”.
ولفت “أوك” إلى أنَّ “تركيا تعرّضت بعد 2011 لهجرات لم تنظرْ إليها من منظور سياسي، جاؤوا من سوريا وأفغانستان وغيرِهما، ونقيّم الأمرَ من الناحية الإنسانية، لأنَّ اللاجئين فيهم مسنّون وأمهاتٌ وأطفالٌ”، مشدّداً على ضرورة “إيقافِ الهجرة من مصدرها، عبرَ منعِ أسبابها واحتواءِ الأزمات”.
وأوضح، “في 2011، كانت هناك مأساةٌ إنسانية في سوريا، وتركيا استقبلتْ السوريين الذي تركوا ذكرياتهم ليحموا أعراضَهم”، مشيراً إلى أنَّ “نظام الأسد استخدم أنواعاً مُحرَّمةً من الأسلحة، ولو لم تفتحْ تركيا أبوابَها لكان هناك مزيد من الآلام”.
وفيما يتعلّقُ بالحماية المؤقّتة، قال “أوك”، إنَّ “عددَ السوريين حالياً 3 ملايين و762 ألفاً، وكلُّ الأجانب يتمُّ الحصولُ على صورهم وبصمةِ أصابعهم وتوثيقُ ذلك في إدارة الهجرة من أجل الولادات والوفيات والمعاملات، ويتمُّ توثيق كلِّ شيء”.
وعن تساؤلات السوريين حول حصولهم على الحماية المؤقّتة، قال أوك، “سياسةُ الدولة أنَّ الحرب ستنتهي ويعود الاستقرار ويعود السوريون لبلادهم، وهم أصحاب تلك الأرض”، لافتاً، إلى أنَّه “ونظراً لرؤيتنا بعودتهم، كانت الحمايةُ المؤقّتة، ولكنَّ مراعاةَ النظام العام والقوانين أمرٌ هام”.
وأوضح “من المهمّ أنْ يتلقّى الأطفالُ والمواليد تعليماً جيداً عندما يعودون تكون عودتُهم كمحبّين لتركيا فليعودوا كأصحاب مهن وحرف، هذا هدفُنا في توفير الانسجام في المجتمع بدمج الناسِ بالقوانين التركية، ونظامها، ومراعاة ذلك”.
وتابع “ما نطلبه وننتظرُه هو تعلّم اللغة التركية، وهي لغةٌ هامة، ولغةُ الدولة، وتقوي الدولة، وكلُّ السوريين يرغبون بتركيا القوية، ونحن نطلب منهم تعلَّم اللغة التركية بأقربِ وقتٍ”.
وأوضح “أوك” أنَّ نحو “200 ألف سوري حصلوا على الجنسية التركية بتقدير من الدولة، ويجب الانسجامُ في المجتمع بالعمل، والتأمينِ، وتعلّمِ اللغة، والحصول على الخدمات، والحياة اليومية، وتعلّمِ المهن كلّها بحاجة لانسجام، وأيضاً العمل في التجارة”.
وأضاف “نطلب من السوريين تطويرَ اللغة التركية بما يناسب الحياة في المجتمع التركي، وهو أمرٌ ضروري، ويجب عدمُ إهماله”، مبيّناً أنَّ “تركيا دولةُ قانون ودستور، ويجب الابتعادُ عن المخالفاتِ والمخدّراتِ والجرائم، والالتزامُ بالقوانين وهو أمرّ ضروري”.