منظّماتٌ سوريةٌ تحذّرُ من خطرِ الإعادةِ القسريةِ للاجئينَ إلى سوريا

أعربت منظّماتُ المجتمع المدني السورية وحقوقيون عن قلقِهم من تصاعدِ العنفِ والترهيب والترحيل القسري الذي يواجهه اللاجئون السوريون في أوروبا والدولِ المجاورة، وحذّروا من خطورة التقاربِ وتطبيعِ العلاقات مع نظام الأسد

واعتبر خبراءُ وحقوقيون خلال مؤتمرٍ صحفي عُقِد بنادي الصحافة في بروكسل، الخميس 12 من أيلول، أنَّ اللاجئين أصبحوا بشكل متزايدٍ هدفًا لكراهية الأجانبِ والتمييز والاعتداءات العنيفة، مع تحوّلِ الخطاب السياسي نحو التقاربِ مع رأس النظام بشار الأسد.

وفي حال عدمِ معالجة هذه المخاطر، فإنَّ سلامةَ وأمنَ ملايين السوريين الذين أجبروا على الفرار من بلدهم الذي مزّقتْه الحربُ معرّضةً للخطر.

المؤتمر نظّمتْه (مبادرةٌ سوريّةٌ تهدف إلى دعمِ دور المجتمع المدني في بناء مستقبلِ سوريا)، ومنظّمةُ “بيتنا“، و”حملةٌ من أجل سوريا“، و”المركزُ السوري للإعلام وحريةِ التعبير” (SCM)، ومنصّةُ شبكات المجتمع المدني السوري (SCNP)، وبعض المنظّماتِ السورية الإنسانية والحقوقيّة الأخرى.

الرئيسةُ التنفيذيّةُ لـ”مدنيّة”، سوسن أبو زين الدين، قالت إنَّ التقاربَ مع النظام السوري لا ينبغي أنْ يُنظرَ إليه باعتباره خطوةً دبلوماسية لحلِّ صراعٍ طويل الأمد، بل إنَّه يعمل على “إعادة تأهيل نظامٍ مسؤولٍ عن جرائم حربٍ وجرائمَ ضدَّ الإنسانية، تحت ستار البراغماتية”.

واعتبرت خلال المؤتمر أنَّ مثل هذه الإجراءات تهدّد بتقويض العمليةِ السياسية، وتعريضِ السلام والأمن للخطر، وتفاقمُ أزمة اللاجئين.

وأضافت أنَّ إيجادَ حلٍّ سياسي للصراع السوري أمرٌ ملحّ، وأنَّ الجهودَ الدبلوماسية يجب أنْ تحترمَ حقوق الإنسان، وترفضَ الإفلاتَ من العقاب، وتعطيَ الأولوية للعملية التي تقودها الأممُ المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن التابعِ للأمم المتحدة رقم “2254”، مع التركيزِ على حقوق الشعب السوري وتطلّعاتِه.

وقال المديرُ العام لـ”المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، مازنُ درويش، إنَّ إعادةَ تأهيل النظام في شكله الحالي والتخلّي عن ملايين الضحايا السوريين الذين تحمّلوا جرائمَ الحرب وجرائمَ ضدَّ الإنسانية أمرٌ غيرُ مقبول.

وأضاف أنَّه لا يمكن تحقيقُ السلام والعدالة دون محاسبةِ جميعِ الأطراف المسؤولة عن هذه الجرائم، بغضِّ النظرِ عن الجانب الذي ينتمون إليه، وهذا “ليس خيانةً لحقوق الإنسان فحسب، بل قد يؤدّي أيضًا إلى زيادة العنفِ والإرهاب في المنطقة”.

وذكر أنَّ السماحَ للإفلات من العقاب بالانتصار لن يؤدّيَ إلا إلى تأجيج التطرّفِ وتهديدِ الاستقرار بشكلٍ أكبرَ، ويتعيّنُ على المجتمع الدولي أنْ يظلَّ ثابتاً في التزامه بالعدالة ويرفضُ عودةَ نظام أظهر استعدادَه لإبادة شعبه للبقاء في السلطة.

كما جدّدت مجموعاتُ المجتمع المدني السوري مطالباتِها للاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية بضمان سلامةِ وحماية اللاجئين السوريين من خلال الالتزامِ بقوانين حمايةِ اللاجئين الدولية ووقف أيّ عمليات ترحيلٍ قسرية إلى سوريا، التي لا تزال غيرَ آمنةٍ للعودة، بحسب العديد من التقارير الدولية والسورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى