اعترافاتُ عنصرِ “قسد” .. انتظرَ ازدحامَ المدنيينَ ليفجّرَ دراجتَه الناريةَ
حصلت وكالة “الأناضول” على اعترافات أحدِ عناصر ميليشيا “قسد”, ألقت القوات التركية القبضَ عليه في مدينة تلّ أبيض, بشأن كيفية تنفيذ الميليشيا عمليات إرهابية ضدّ المدنيين شمالَ وشمالَ شرق سوريا.
وخلال التحقيق معه أدلى عنصر “قسد” باعترافات حول كيفية تنفيذِه أحدِ التفجيرات الإرهابية بقرية “عين العروس”، جنوبي مدينة تلّ أبيض، ومرافقته لعنصر قام بتنفيذ تفجير إرهابي آخر في المدينة ذاتها.
وأوضح عنصر الميليشيا البالغ من العمر 18 عاماً، أنّه التحق في صفوف “قسد” عام 2017، بهدف القيام بعمليات تهريب على الحدود التركية السورية.
وأضاف أنّه عمل في مجموعة الاستخبارات التابعة لـ”قسد”، وقام بتهريب بعض الأشخاص والقطع الأثرية إلى تركيا مقابل مبلغ مالي.
وأشار إلى أنّه قام بمساعدة بعض الإرهابيين في العبور إلى الجانب التركي، مبيّناً أنّ ثلاثة إرهابيين دخلوا الأراضي التركية وفي حقائبهم كمياتٌ من المتفجرات التي ضبطتها قوات الأمن التركية بعد فترة وجيزة.
وأفاد بأنّ عدداً كبيراً من زملائه في صفوف “قسد”، فرّوا إلى مدينة الرقة عندما بدأت عملية “نبع السلام”، وأنّه ظلّ في منزله بتلّ أبيض, لافتاً إلى أنّه لم يتمكّن من مواصلة عمليات التهريب عبْرَ الحدود بعد عملية “نبع السلام”.
وذكر في اعترافاته، أنّه كان يتواصل مع الإرهابيين الذين فرّوا إلى الرقة من أجل الحصول على حصته من أموال التهريب.
وتابع قائلاً, “قسد خصّصت لي دراجة نارية لونها أخضر وأسود، وأبلغوني بوجود متفجرات أسفل سلة الدراجة، ووعدوني بـ300 دولار أمريكي في حال قمتُ بتفجيرها في منطقة عين العروس (تبعد 3 كم جنوب مركز مدينة تل أبيض)”.
وأردف قائلاً, “قبلتُ هذا العرض وأخذت الدراجة وجهاز التحكّم الخاص بتفجيرها، وأبلغوني أنّه في حال الضغط على الزر الأحمر الموجود في جهاز التحكّم، ستنفجّر الدراجة”.
واستطرد, “يوم 25 تشرين الأول 2019، وضعت الدراجة أمام دكان للخضروات والفواكه في قرية عين العروس بناءً على طلب قسد، وابتعدت عنها مسافة 200 متراً”.
وأكمل, “اتصلت بـ(ه.أ)، الذي طلب مني تفجيرَ الدراجة عندما يكون المكان مزدحماً، انتظرت قليلاً حتى ازدحم الناس في المكان وضغطت على الزر الأحمر ووقع الانفجار”.
وأشار أنّ “التفجير أسفر عن إصابات ولا أدري إنْ فقد أحدٌ حياته، وبعد تنفيذ المهمّة رميت جهاز التحكم وابتعدت عن المنطقة بسرعة”.
وقدّم عنصر “قسد” في اعترافاته أيضاً معلومات حول تفجير إرهابي آخر بواسطة سيارة مفخّخة أسفر عن استشهاد 13 وإصابة 25 شخصاً في مدينة تل أبيض, وقال إنّ “التفجير جرى تنفيذُه من قِبل إرهابيين كانوا ذاهبين إلى الرقة”.
وأضاف, “جاء إليّ (ج.إ.م) بدراجة نارية وطلب مني أنْ أذهب معه إلى السوق. كان يتحدّث بالهاتف بصوت منخفض في الطريق”.
وتابع قائلاً, “نزلنا من الدرّاجة، ثم حدّثني قائلاً: انظر ماذا ستشاهد الآن، سوف تسمع صوتاً عالياً جداً ولكن لا تخفْ. بعدها قام بتفجير سيارة مفخّخة كانت على بُعد 100 متر.
وأردف قائلاً, “بعد أنْ قام (ج.إ.م) بتفجير السيارة المفخّخة، هرب من المكان تاركاً خلفه الدراجة النارية التي أتينا بها إلى مكان التفجير”.
وفي وقت لاحق صدر قرار بسجن (هـ.هـ) بمدينة تل أبيض، ثم قامت فرق مكافحة الإرهاب لدى مديرية أمن شانلي أورفة التركية الحدودية مع سوريا، بتوسيع التحقيق وكشف ارتباط 8 أشخاص في تركيا بميليشيا “قسد”.
وفي عمليات متزامنة، تمكّنت الفرق الأمنية التركية من القبض على الأشخاص الـ8 وصدر قرار قضائي بحبسهم رهنَ المحاكمة.