التلغراف: الهجومُ على سوقِ جسرِ الشغورِ يعكسُ سجّلَ روسيا الدموي في سوريا
أكَّدتْ صحيفةُ “التلغراف” أنَّ الغارةَ التي نفّذَها طيرانُ الاحتلال الروسي على سوق في بلدة جسر الشغور في الشمال السوري تعكسُ “سجّلَ روسيا الدموي في سوريا، والذي مرَّ دون أنْ يلاحظَه أحدٌ منذ عام 2015”.
وقالت الصحيفة في تقرير إنَّها تتبّعت الغارة التي نفّذت في الـ 25 من حزيران الماضي، حيث تعرّضَ سوقُ جسر الشغور في منطقة إدلب شمالَ غرب سوريا لهجومين متتاليين وانفجاراتٍ كبيرة خلّفت 13 شهيداً وعشراتِ الجرحى.
وزعمَ الاحتلال الروسي ونظام الأسد أنَّ السوقَ تعرّض للقصف في عملية استهدفت أهدافاً إرهابيّةً في منطقة إدلب التي مزّقتها الحربُ في شمال غرب سوريا، وِفق الصحيفة.
ووصفت الصحيفة هذا الهجومَ بأنَّه كان الأكثرَ دمويةً من نوعه في سوريا هذا العام وجريمةَ حربٍ أخرى ارتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وواحداً من عدّة هجمات شنّتها قواتُ الاحتلال الروسي في سوريا دعماً لرأس نظام الأسد.
كما وصف ناجون للصحيفة شعورَهم بالرعب من الانفجار “الذي يصمُّ الآذان” والذي حطَّم هدوءَ سوق جسر الشغور، وتحدثوا كيف حجبت سحبٌ من الغبار الرؤيةَ، عقبَ الانفجار، وتعالت أصواتٌ قاصدي السوق بالصراخ محاولين معرفةَ وفهمَ ما حدث لهم للتو.
وقال أحد الناجين إنَّه كان يشعر بالفرحة يومَها وهو يرى بيع محصوله في سوق البلدة، ثم فجأة جاءت الطائراتُ الحربية الروسية وقتلت ابنَه الأكبر، مع ثمانيةِ مزارعين آخرين، مؤكّداً أنَّ الهجومَ كان محاولةً متعمّدةً “لإبادة” المجتمعينَ، وقال إنَّ المذبحةَ ستطارده حتى آخرِ يومٍ في عمره.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ ما لايقلّ عن تسعة أشخاصٍ استُشهدوا في الموجة الأولى من المجزرة، التي خلّفت عشراتِ الجرحى، وبعدَ ذلك بوقت قصير، عادت الطائراتُ الروسية إلى نفس المنطقة وأطلقت صاروخين آخرين، مما أدّى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى.
ويوضّح تقرير الصحيفة أنَّ هذه المذبحةَ تعكس أيضاً سجّلَ الاحتلال الروسي الدموي في العمل العسكري في سوريا، والذي مرَّ دونَ أنْ يلاحظَهأحدٌ، فطوال عقدٍ من الحرب، كانت موسكو حرّةً إلى حدٍّ كبيرٍ في التصرّف دونَ خوف من العقاب، إلى جانب النظام الإيراني ونظام الأسد وميليشيات حزب الله.
وقال أحدُ النشطاء الإنسانيين للصحيفة إنَّ الاحتلالَ الروسي يمتلك “رخصةً دوليّةً لقتل المدنيين السوريين”.
وكان الدفاع المدني السوري قد أكّدَ في حينه أنَّ الغارةَ الروسية استهدفت سوقاً شعبياً وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، مبيّناً أنَّ أغلبَ الضحايا هم في سوقٍ للخضراوات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور في ريف إدلبَ الغربي.