الشبكةُ السوريةُ لحقوقِ الإنسانِ تحذّرُ اللاجئين السوريين من العودةِ إلى سوريا مطلقاً
حذّرت”الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان” من عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا مطلقاً واعتبرت أنّ قواتِ الأسد لا تزال تشكّل تهديداً عنيفاً بربرياً،كما قالت إنّها وثّقت اختفاء ما لا يقلّ عن 638 لاجئاً عائداً قسرياً، ومقتل 15 بسبب التعذيب.
جاء ذلك بحسب التقرير الذي صدر عنها اليوم الخميس وجاء فيه “لقد شكلت الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي وقعت في سوريا منذ آذار 2011 والتي لاتزال مستمرّة حتى الآن من الاستخدام المكثف لسلاح الجو والبراميل المتفجّرة وصولاً إلى استخدام متكرّرٍ للأسلحة الكيميائية وسياسة الحصار والتجويع، شكّلت السببَ المباشر والرئيس وراءَ تشريدِ ما يزيد عن نصف الشعب السوري.
وكشف التقريرُ الذي استغرق العمل عليه ثمانية فضحَ زيفََ التصريحات الروسية، ومدى الرعب والتهديد الذي ينتظر اللاجئين العائدين إلى مناطق سيطرة قوات الأسد، حيث استعرض عشر روايات تمّ الحصول عليها عبر زيارات ولقاءات مباشرة أو عبر الحديث عن طريق وسائطَ عدة مثل: الهاتف أو تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي.
واضاف التقريرُ لقد عملت قوات الأسد والاحتلالُ الروسي على تدمير أيِّ شكل من أشكال استمرار الحياة في المناطق الخارجة عن سيطرتها لفرض معادلة نظام الأسد أو الموت والدمار والفوضى، ودفعت كلُّ هذه الظروف المعيشية القاسية السوريين على مدى سنوات إلى النزوح مخاطرين بذلك بأرواحهم.
وقد أحصى التقريرُ نسبة الذين عادوا إلى سوريا من المجموع الكلي للاجئين وكانت النسبة لا تتجاوز الـ 6 % في حدِّها الأقصى، وهي نسبةُ عودة اللاجئين “طوعياً” من لبنان، وهي أقلّ من ذلك بكثير في الأردن، لا تكاد تتجاوز الـ 2 %، وهذا مؤشر على أنَّ اللاجئين لا يثقون مطلقاً بنظام الأسد ولا بأجهزته الأمنية ولا بالميليشيات الروسية والإيرانية.
وعن المعتقلين فقد وثّق التقريرُ منذ مطلع عام 2014 حتى آب 2019 ما لا يقلّ عن 1916 حالة اعتقال بينها 219 طفلاً و157 سيدة، للاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سوريا، جميعُهم تمّ اعتقالُهم على يد قوات الأسد.
وبحسب التقرير فقد تركزَّت عملياتُ الاعتقال في الريف الشرقي لمحافظتي حماة وإدلب الخاضع لسيطرة قوات الأسد، وفي مدينة حلب، ومحافظة ريف دمشق بشكلٍ عامٍ وفي منطقة الغوطة الشرقية بشكلٍ خاص.
وقد طالب التقريرُ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنْ تقومَ بإشعار اللاجئين بمخاطر العودة في ظلِّ عدم تغيير النظام الحاكم في سوريا، وتنبيه اللاجئين بشكلٍ دوري إلى ذلك، وعدمِ الوثوق بوعود الاحتلال الروسي عن ضمان حماية اللاجئين لدى عودتهم إلى سوريا .