توافقٌ تركيٌّ – روسيٌّ على العملِ بالاتفاقياتِ السابقةِ في إدلبَ
تحدّث الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، عما ما تمَّ الاتفاقُ عليه في الملفّ السوري، ومحافظة إدلب بشكلٍ خاص، خلال اجتماعهِ مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أمس الأربعاء 29 أيلول، في مدينة سوتشي الروسية، وأوضح أنَّ الاجتماع تناول التطوّرات الراهنة في المنطقة.
وبيّن “أردوغان” في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركيّة اليوم الخميس 30 أيلول، أنّه عقدَ مع بوتين، اجتماعاً استغرق أكثرَ من 3 ساعات في مدينة سوتشي الروسية، لإكساب العلاقات الثنائية زخماً جديداً وقوياً.
وشدّد الرئيس التركي، على أنَّ بلاده تواصل الالتزام بكلِّ قضية اتفقت عليها مع روسيا حيال سوريا ولا عودة عن ذلك.
مؤكّداً أنَ أكثرَ من مليون شخصٍ، منهم 400 ألف في إدلب، عادوا إلى ديارهم، ونعمل بلا توقفٍ من أجل العودة الآمنة للسوريين، الذين نستضيفهم .
وتابع الرئيس التركي قائلاً، “ذكّرت بوتين بوجود مكتب لتنظيم ي ب ك في موسكو، وقلنا إنّه ينبغي للبلدين تعزيز تضامنهما في مكافحة الإرهاب.
وأضاف “يجب تنفيذُ الاتفاقات التي تمَّ التوصّل إليها مع روسيا بشأن إنهاء وجود تنظيم بي كا كا / ي ب ك الإرهابي في سوريا”.
وحول علاقات أنقرة وواشنطن، قال أردوغان، “سنلتقي (مع الرئيس الأمريكي جو بايدن) في روما إذا أتيحت الفرصةُ، وعلى الأرجح سنجتمع في غلاسكو، ما يعني أنَّ ثمّة خطوات مبشّرة يتمُّ اتخاذُها”.
وأعرب أردوغان، عن استيائه من تواصل منسق الولايات المتحدة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا “بريت ماكغورك”، مع تنظيم “ي ب ك / ب ي د / بي كا كا” في سوريا، قائلاً، إنَّ “ماكغورك” يُعدُّ بمثابة مدير تنظيم “ي ب ك / ب ي د / بي كا كا”، فهو يتجوّل بحرية مع التنظيمات الإرهابية.
وأضاف، “تجوّل ماكغورك يداً بيد مع التنظيمات الإرهابية في المناطق التي نكافحها فيها يجعلنا نشعر باستياء كبير”.
كما شدّد الرئيس التركي على وجوب مغادرة الولايات المتحدة سوريا وتركِها لشعبها عاجلاً أم آجلاً.
وفي سياق آخر، شدّدَ “أردوغان” على أنَّ بلاده لن تتراجع عن صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400″، وإنَّها تدرس مع موسكو إنشاء محطتين نوويتين إضافيتين.
وأوضح في هذا السياق، “لا رجعة عن منظومة إس 400 الروسية، وبحثنا مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين القضية مفصّلاً، وناقشنا سبُلَ الارتقاء بهذا التعاون”.
كما كشف أنَّ حجمَ التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الأولى حقَّق زيادة قرابة 50 بالمئة، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي وتجاوز 21 مليار دولار.
لافتاً إلى أنهما ركّزا على الخطوات الواجب اتخاذها للوصول إلى الهدف المشترك المتمثل في رفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار.
وأشار إلى تطابق وجهات نظرِ البلدين بشأن تطوير تعاونهما القائم في قطاع الطاقة الذي يعتبرونه مجالاً للتعاون الاستراتيجي.
وتابع أنَّهما قيّما الوضع فيما يتعلّق بمشروعي محطة “آق قويو” للطاقة النووية في ولاية مرسين (جنوب)، و”السيل التركي”، موضّحاً، أنَّ 10 آلاف مهندس تركي شابٍّ إضافة إلى 3 آلاف من نظرائهم الروس يعلمون???يعملون
في محطة “آق قويو”، وأنَّهم سيزيدون عددَهم لاحقاً، وأضاف، “حصلنا منهم على وعد بإنهاء بناء الوحدة الأولى في أيار 2023”.
ولفت “أردوغان” إلى أنَّ تركيا تهدف لبناء محطتين نوويتين إضافيتين إلى جانب “آق قويو”، مبيّناً أنَّ الرئيس الروسي أبدى موافقته لدراسة إمكانية التعاون في إنشاء محطّات طاقة نووية ثانية وثالثة في تركيا، بجانب محطة “آق قويو”.
بدوره، أعلن الكرملين أنَّ الرئيس الروسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، أكّدا على التزامهما بالاتفاقات المُبرمة بينهما بشأن ادلب.
وأضاف الكرملين أنَّ الرئيسين تعهّدا أيضاً بمواصلة العمل وفقاً للاتفاقات السابقة حول سوريا.
وأوضح المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، “ديميتري بيسكوف”، للصحفيين، أنَّ “النزاعات الإقليمية، منها أزمات سوريا وليبيا وأفغانستان وإقليم قراباغ، اتّخذت مكانةً ملموسة ضمن أجندة المحادثات”.
مشيراً إلى أنَّه “تمَّ التأكيدُ على ضرورة تطبيق اتفاقاتهما بخصوص إخلاء محافظة إدلب من العناصر الإرهابية المتبقّية هناك والتي من شأنها أنْ تشكّل خطراً”.