متهمةً موسكو بانتهاك اتفاق إدلب.. الولايات المتحدة تحثّ “بيدرسون” على تجربة طرق أخرى لإجراء انتخابات في سوريا

اتهم المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة “جوناثان كوهين” الاحتلال الروسي بالانتهاك المتكرّر لاتفاق وقف إطلاق النار بإدلب شمال غربي سوريا، داعياً موسكو إلى العمل مع أنقرة لوقف المزيد من الهجمات.

حيث جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي يوم أمس الخميس في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، وقال “كوهين” في إفادته: إنّ “أيّ محاولة من قبل نظام الأسد وحلفائه لاستخدام الوسائل العسكرية في إدلب أو في أيّ مكان آخر لتقويض جهود المبعوث الخاص غير بيدرسون أو التحايل عليها، لن نقبلها”.

واعتبر “كوهين” أنّ “مصير العملية السياسية للأمم المتحدة، وملايين الأرواح المدنية، متوقّف على ما إذا كان النظام أو روسيا ستعمل مع تركيا لوقف المزيد من الهجمات في شمال غربي سوريا والعودة على الفور إلى خطوط وقف إطلاق النار المتّفق عليها في اتفاقية سوتشي لعام 2018”.

وأردف “كوهين” بقوله: “روسيا قدّمت مراراً وتكراراً ضمانات لدعم وقف إطلاق النار، ومع ذلك فقد تمّ بشكل متكرّر كسر هذه التأكيدات وتجاهلها”.

وأضاف المندوب الأمريكي بالقول: إنّ “العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي المنتدى الشرعي الوحيد المعترف به دولياً لإيجاد حلٍّ سياسي دائم وشامل وسلمي للنزاع في سوريا”.

وأشار “كوهين” إلى أنّ “تصعيد النظام للهجمات على المناطق والمرافق والجهات الفاعلة الإنسانية، بما في ذلك هجوم أمس على سيارة إسعاف تقلّ متطوعين من ذوي الخوذ البيضاء، يدلّ على أنّ نظام الأسد لا يزال يعتقد أنّ القوة ستجعل من حلّ النزاع ممكناً”.

ومضى “كوهين” قائلاً: “حان الوقت لكي يشجع هذا المجلس المبعوث الخاص بيدرسون على تجربة طرق أخرى لتحقيق الحل السياسي، من خلال التركيز على الاستعداد للانتخابات في جميع أنحاء البلاد بمشاركة ما يقدّر بنحو 5 ملايين لاجئ سوري ومراقبة الأمم المتحدة، عن طريق تأمين إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد”.

وحذّر “كوهين” من أن “تتحول إدلب إلى حلب أخرى”، مضيفاً أنّ “هناك مسارين أمام ما يجري في إدلب، الأول هو دموي ومألوف للأسف وسينتج عنه فرار ربما مئات الآلاف من الناس باتجاه الشمال إلى تركيا، أو غرباً إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى أوروبا”.

أما المسار الثاني بحسب المندوب الأمريكي يتمثل في “حماية إدلب وسكانها المدنيين البالغ عددهم 3 ملايين نسمة محميون بوقف دائم لإطلاق النار تمّ الاتفاق عليه بين الطرفين على أرض الواقع، وتمّ تأييده بالإجماع من مجلس الأمن”

يشار إلى أنّه كانت قد توصلتا أنقرة وموسكو في 17 أيلول الماضي لاتفاق سوتشي بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، إلا أنّ قوات الأسد لم تلتزم بذلك الاتفاق واستمرت بقصف مناطق الشمال السوري المحرّر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى