ثلاثُ نساءٍ سورياتٍ ضمنَ 100 امرأةٍ مؤثّرةٍ حولَ العالمِ

كشفتْ هيئةُ الإذاعة البريطانية “BBC”، عن قائمتها السنوية لأكثرَ 100 امرأة مؤثّرة في العام 2020، حيث ضمّت القائمة 11 اسماً من البلدان العربية، بينهن ثلاثُ نساءٍ سوريات.

وبقي المركزُ الأول في القائمة بلا اسم محدّدٍ، إذ مُنِحَ لـ “البطلة المجهولة” في هذا العام الاستثنائي، إذ إنّه بسببِ وباء “كورونا” قدّم عددٌ لا يُحصى من النساء، من كلِّ أنحاء العالم، تضحياتٍ كثيرةٍ لمساعدة الآخرين، كما فقدَتْ كثيراتٌ حياتهن وهن يحاولن إحداث فُرقٍ من خلال ما يقمْن به.

أولى النساء السوريات في القائمة الدكتورة صفاء القمري، وهي عالمةٌ متخصّصةٌ في علم الفيروسات النباتية، وتبحث عن علاجات للأوبئة التي تعبثُ بالمحاصيل الزراعية فساداً.

قضتْ الدكتورة صفاء سنوات طويلة في اكتشاف فصائل نباتية مقاومة للفيروسات، ومنها فصيل من الفول بإمكانِه مقاومةَ فيروس “السوس الأصفر FBNYV”، وبعدَ اكتشافها بذوراً تتمكّن من ضمان الأمن الغذائي في بلدها سوريا، خاطرَت بحياتها من أجل إنقاذ هذه البذور من مدينة حلب.

تقول الدكتورة صفاء “تغيّرَ العالم كثيراً في عام 2020، وعندما يتعلّق الأمر بالتغلب على مثلِ هذه التضحيات، فإنّ الموضوع يعودُ لقدرات لا أشخاص، لا للجندر الذي ننتمي إليه”، مشيرةً أنّ على النساء أنْ “يؤمنّ بأنّ مساهماتهن مساوية لمساهمات الرجال”.

وعد الخطيب، هو اسم مستعار تستخدمه صحفيّةٌ وناشطة ومخرِجةٌ سورية، لإخفاء اسمها الحقيقي من أجل حماية أسرتها، انتقلت في العام 2009، حيث كانت حينها تبلغُ من العمر 18 سنة، إلى مدينة حلب لدراسة الاقتصاد في جامعتها.

ومع اندلاع الثورة السورية في آذار من العام 2011، بدأت وعدُ بنشر أخبار الاحتجاجات والمظاهرات على “القناة الرابعة” البريطانية، ووثّقتْ حياتها في مدينة حلب على مدى خمس سنوات، وتزوّجت من الطبيب حمزة وأنجبت ابنتها الأولى سما في العام 2015.

واستخدمتْ هذا الاسم في تغطية حصار حلب، ما مكّنها من الفوز بجائزة “إيمي” عن تقاريرها الإخبارية، لتكونَ بذلك أول سورية تفوزُ هذه الجائزة، كما فاز فيلمَها “من أجل سما” بجائزة “البافتا”، عن فئة أفضلِ فيلمٍ وثائقي، كما رشِّحَ لجائزة الأوسكار عن نفس الفئة.

تقول وعد “نخسر فقط عندما نتخلّى عن الأمل، أقول لكلِّ امرأة أيّنما كانت: استمري بالنضال في سبيل كلِّ ما تؤمنين به، تجرَئِي على الاستمرار في الحلم، والأهمّ من كلِّ هذا، لا تتخلي أبداً عن الأمل”.

نادين كعدان: تعيش نادين حالياً في لندن، وهي مؤلّفة كتُبِ أطفالٍ ورسّامة حائزة على عدّةِ جوائز، نُشرت كتبُها في عددٍ من البلدان وفي أكثرَ من لغة، وتقول إنّ مهمّتها تتمثّل في الدفاع عن الحقّ بتمثيل الجميع في كتب الأطفال، فهي تريد أنْ يتمكّن كلُّ طفلٍ من رؤية نفسِه في القصص التي يقرأها.

عملتْ نادين مع اللاجئين من فئةٍ الشباب، بهدف التخفيف من الصدمة التي مرّوا بها، والتي ترافقُ مرحلة ما بعد الصراع، ألّفت كتابين هما “Tomorrow” و”The Jasmine Sneeze”، ويتطرّقان إلى التراث الثقافي السوري العريق الذي تفتخرُ به، إضافة إلى جوانب من حياة اللاجئين.

رُشّحت نادين لنيلِ ميدالية “كيت غريناواي”، كما فازتْ بجائزة “المركز الثقافي العربي البريطاني” في العام 2019.

تقول نادين “خلال وباء كورونا وأثناء الصراعات، تستمرُ النساء بلعب دور القائدات وصانعات السلام. وبالرغم من ذلك، فإنّ الأنظمة مصمّمة لتكونً ضدّهن، يجب أنْ يستمرَ النضال من أجل إعادة تصميمِ هياكل هذه الأنظمة كي تتمكّن النساء من التعبير عن أنفسهن بشكلٍ كاملٍ”.

كما ضمّت القائمة هذا العام نساء عربيات، هن: نسرين علوان من العراق، نادين أشرف وماغي جبران من مصر، إيمان غالب الهاملي من اليمن، إلواد إلمان من الصومال، حياة مرشاد من لبنان، هدى أبوز من المغرب، سارة الأميري من الإمارات العربية المتحدة.

وفي نسخة العام الماضي 2019، ضمّت القائمة 17 امرأة عربية، منهن سوريتان، هما المهندسة المعمارية مروة الصابوني، ومهندسة الكمبيوتر نور شاكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى