جميل الحسن على جبهات ريف حماة لهذا السبب ….
بعد أيام قليلة من زيارة قام بها “ماهر الأسد” قائد الفرقة الرابعة في قوات الأسد، وشقيق رأس النظام ، إلى أرياف حماة، قام رئيس شعبة المخابرات الجوية اللواء “جميل الحسن” بزيارة إلى نفس المكان.
وللزيارتين أهمية رمزية كبيرة لدى قوات الأسد التي باتت مؤخّراً في حالة نفسية غير جيدة على الإطلاق بعد الصمود الكبير للفصائل الثورية وتكبيد قوات الأسد خسائر كبيرة في العناصر والعتاد.
ورأى الضابط في الجبهة الوطنية “النقيب عبدالسلام عبدالرزاق” في تغريدة عبر حسابه الشخصي على “تويتر” أنّ أسباب زيارة ماهر الأسد وما تلاها من زيارة جميل الحسن تأتي في إطار رفع معنويات عناصر النظام.
وقال عبد الزراق، إنّ حوالي ألف من عناصر ميليشيا “النمر” كانوا يتنقّلون من جبهة لأخرى وتكون مهمتهم الرئيسية الاقتحام مع تسخير كافة الإمكانيات الحربية لهم.
وأضاف أنّ أكثر من 700 عنصر من أولئك تمّ إخراجهم عن الخدمة، إما بالقتل، أو الإصابة البليغة في حماة، ما أدّى لتراجع معنويات الحاضنة الشعبية لقوات الأسد، معتبراً أنّ ذلك هو التفسير الوحيد لظهور جميل الحسن وماهر الأسد قرب الجبهات بريف حماة.
من جهته رأى القيادي في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور أنّ زيارة “جميل الحسن”، تأتي في الوقت الحرج الذي تعيش فيه الميليشيات في ريف حماة، معارك متعثّرة وخلافات بين قادتها وغرف العمليات، وتشكيلاتها منهارة، فالزيارة العاجلة للحسن، جاءت للتقليل من أثر الخسارة ورفع معنويات الميليشيات المنهارة.
وأضاف “بكور” تخلخل صفوف المليشيات وانهيارها المبكر يقلق الاحتلال الروسي، الذي دفع على الأغلب برئيس إدارة “المخابرات الجوية” بوضعه الصحي السيّئ للغاية، لزيارة الجبهات والاطلاع على الأسباب التي تقف وراء الفشل المتكرّر، وتعثر المعارك والخسائر الكبيرة. ومن المفترض أن يتولى الحسن، الوساطة بين قادة الميليشيات المتنازعين مسؤولية الفشل والخسائر.
تنتمي ميليشيا “النمر” بالأصل لـ”المخابرات الجوية”، وهي باتت ذراعها الهجومية بعدما باتت “الجوية” جهازاً روسي الولاء. وليس لميليشيا “النمر” من سجون أو معتقلات، وهي تقتل كلّ أسراها، بحسب موقع “المدن”.
وقوات “النمر”، ميليشيا طائفية علوية، باتت محط اعتماد الاحتلال الروسي في معاركه من الغوطة الشرقية إلى حماة اليوم. وقد تعرّضت الميليشيا لخسائر فادحة خلال المعارك الأخيرة في حماة، وسط أنباء عن غضب المحتل الروسي من أدائها على الأرض. وتشير بعض المعطيات إلى اعتكاف “النمر” سهيل الحسن، كاحتجاج على الخسائر، وعلى قلّة الوفاء الروسية لدوره.
والغريب في زيارة جميل الحسن، الذي يخضع لعلاج يومي يبقيه بالكاد على قيد الحياة، بحسب “المدن”، أنّه لم يلتقِ فيها بالعميد سهيل الحسن. ويعتبر هذا أحد أخطر المؤشرات في الزيارة، وربّما يشير إلى وساطة ضرورية يقوم بها الحسن شخصياً، للتواصل مع سهيل الحسن، الذي تشير المعطيات إلى انسحاب جزئي لقواته على جبهات حماة، ودخول ميليشيات أقل خبرة بكثير من قواته كـ”الحرس الجمهوري” و”القوات الخاصة”.
ولم تعترف المواقع الموالية والميليشيات حتى الآن بخسارتها في المعارك الأخيرة في محوري تل ملَح والجبين شمال غربي حماة، لكنها بدأت تنعي عناصرها الذين قتلوا في المعركة. وتوزّعت خسائر الميليشيات على مناطق “المصالحات”، ومن بين القتلى عناصر من حلب ودوما ومصياف واللاذقية وحماة ودرعا والقنيطرة، وتقاسم “الحرس الجمهوري” و”القوات الخاصة” و”الفيلق الخامس” الخسائر الأكبر.