دبلوماسي فرنسي يكشفُ عن 3 دولٍ عربيّةٍ ترفضُ عودةَ نظامِ الأسدِ إلى الجامعةِ العربيةِ
قال دبلوماسي فرنسي إنَّ دولاً عربية لا تزال على موقفها الرافضِ لعودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، مبيّناً أنَّ فرنسا وشركاءها الأوروبيين “يعولون على مسارٍ حقيقي لعدمِ التطبيع مع النظام وفرضِ العقوبات عليه ورفضِ إعادة الإعمار طالما بقي موقفه على حاله”.
وأشار الدبلوماسي الفرنسي في حديث مع الصحفيين إلى أنَّ مصر والسعودية وقطر ترفضُ عودة نظام الأسد الى الجامعة العربية، وفقاً لما نقلتْه صحيفة “النهار”.
ولفت الدبلوماسي إلى أنَّ “التطوّرات في سوريا لا تشير إلى إمكانِ إنهاء النزاع”، مؤكّداً على أنَّ “سياسة نظام الأسد ومواقفه لا تعكس اتجاهاً للسير في حلٍّ حقيقي للأزمة السورية”، وأوضح أنَّ “الوضعَ سيئٌ مع استمرار زيادةِ الحاجات الإنسانية، وتفاقمِ تهريب المخدّرات، وتعقّد عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.
وخلال حديثِه عن التطبيع مع نظام الأسد، أشارَ الدبلوماسي الفرنسي إلى أنَّ “دول المنطقة ليست على الموقف نفسِه مع فرنسا وأوروبا”، مبيّناً أنَّ قرارَ الدول “سيد نفسه، فبعضُهم قرّر التطبيع مثل الإمارات انطلاقاً من قناعة تقول إنَّه لا يمكن تركُ سوريا للوجود الإيراني، وينبغي تكثيفُ الوجود العربي فيها. أما بعضهم الآخر مثل الأردن، فلديه مشكلةُ اللاجئين”.
وأوضح أنَّ بلادَه تقول لهذه الدول في حوارها معهم، “إنَّ عدمَ تراجعِ نظام الأسد عن مواقفه المتصلّبة وعدمِ تقديمه أيّ تنازلٍ مقابلَ ما قدّمته الدول، فإنَّها لا تتأمّل بأنْ تحصلَ على الكثير، لا بالنسبة إلى أمنِ المنطقة ولا لاستقرار سوريا ولا بعودة اللاجئين”.
وأكّد الدبلوماسي الفرنسي استعدادَ بلاده لدعم مسار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” عبرَ مبادرةِ “خطوة مقابل خطوة”، موضّحاً أنَّ ذلك “بشرط أنْ يتمَّ تحديدُ مضمون المبادرة وطريقة تفعيلها، وإلا فلا يمكن معرفةُ ما يسعى إليه النظام”، مشيراً إلى أنَّ باريس طلبتْ خلال الاجتماع الأخيرِ لمجموعة الاتصال حول سوريا من “بيدرسون” إعدادَ تقرير عما يمكن أنْ يقدّمَه نظامُ الأسد حول هذه الأزمة.
كما كشف الدبلوماسي أنَّ “الأصداء الآتية من الجامعة العربية تشير إلى أنَّ هناك ثلاثَ دول مهمّة، هي مصر والسعودية وقطر، تعتبر أنَّ عودةَ نظام الأسد إلى الجامعة العربية ليست مطروحة الآن، لأنَّ النظام لم يظهر أيَّ إشاراتٍ تدفع إلى تعديل موقفها منه”.
وبيّنَ أنَّ القرارات في الجامعة تؤخذ على أساس التوافقِ، لذلك فقد لا يعود نظامُ الأسد إلى مقعد سوريا في الجامعة خلال القمّة المرتقبةِ في الجزائر في تشرين الثاني المقبل.
وأشار الدبلوماسي الفرنسي إلى أنَّ “المفاجآت في العالم العربي ليست مستغربةً”، موضّحاً أنَّ “ما تسمعه باريسُ من هذه الدول أنَّه طالما نظامُ الأسد تحت هيمنةِ إيران، ولم يعدّل مواقفَه ولم يجرِ إصلاحات، لن توافقَ على عودته الى الجامعة العربية”، لافتاً إلى أنَّه “في كلِّ مرّة حصل فيها تسامحٌ باتجاه النظام من دول عربية، كان يستفيد ولا يعطي أيَّ شيء في المقابل”.
وحول ملفِّ اللاجئين وعودتهم، قال الدبلوماسي إنَّه “ليس من السهل إعادتهم لأنَّ ذلك يتطلب قراراً منهم، وألا يُجبروا على العودة، وأنْ تكونَ عودتُهم آمنة”.
وأشار إلى أنَّ نظام الأسد “لا يريد إعادةَ لاجئين من السُنة”، مؤكّداً على أنَّ باريس “تتفهّم موقفَ الدول التي تطالب بإعادة اللاجئين مثل لبنان، ولكنَّ الظروفَ ليست متوافرةً”