غضبٌ بعدَ نبشِ قبرِ طفلٍ سوريٍّ لأنّ المقبرةَ “ليستْ للغرباءِ”, والائتلافُ يستنكرُ
أثار خبرُ نبش قبر طفل سوري في بلدة “عاصون” اللبنانية وإعادة جثته لعائلته بحجّة أنّ المقبرة “ليست للغرباء”, وهي مخصّصة للبنانيين فقط, موجة غضب واستنكار لهذا التصرف وتمّ وصفه بالعنصرية.
واستنكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية واقعة نبش قبر طفل سوري في لبنان، ووصفها بأنّها إساءة مؤلمة وغير مقبولة على الإطلاق، وتمّت عبر مستوى غير معقول من انعدام الإنسانية.
وأوضح الائتلاف في تصريحات صحافية أمس الاثنين، أنّ “من يقفون وراء هذه الأفعال والتجاوزات لا يمثلون الشعب اللبناني، لكنّ أفعالَهم وأفكارهم تؤثّر بشكلٍ واسع النطاق، ويكون لها ارتدادات وتفاعلات، الواقعة لن تكون الأخيرة بحقّ اللاجئين السوريين ما لم تقمْ الجهات الرسمية بتحمّلِ مسؤولياتها ومحاسبة المسؤولين وردع سواهم”.
كما الائتلاف عن تقديره لجميع الأصوات الإنسانية التي عبرت عن استنكارها وإدانتها لما تعرّضت له هذه العائلة، وأمله في أن تتوسّع هذه الروح الإيجابية بما يليق بالشعب اللبناني والشعب السوري وعلاقاتهما التاريخية.
أحد أبناء بلدة عاصون ويدعى الدكتور “خالد عبد القادر” شجب ما جرى من نبشٍ للقبر وتبرع بقطعة أرض ليدفن فيها الطفل، وأوقفها للسوريين فقط، وأعلن أنّ “ما حدث في بلدتنا من إخراج جُثة طفل سوري من قبره بعد وضعه فيه، هو عمل مرفوض بالإجماع شرعاً وقانوناً وإنسانية”.
وأضاف, “عمل ضجّت به وسائل الإعلام المحلية والعالمية شجباً واستنكاراً واستغراباً، وكانت لي مشاركات من خلالها، وعلى إثرها أعلنتُ عن تقديم قطعة أرض أملكها في البلدة نفسها، على أنْ تكونَ وقفاً لكلّ ميتٍ من أشقائنا السوريين فقط دون غيرهم”.
وأوضح “خالد عبدالقادر” أنّ “بعض الإخوة في بلدتنا لما علموا بالواقعة، (وهم من آل مريم) وعرفوا الأرض التي قدمتُها كمقبرة، أسرعوا وقدموا قطعة أرض أكبر للغرض نفسه، وأخذتُ على عاتقي إصلاحها وتسويتها. نحن نعمل لله وحده، ولا نتلقى الدعم من أي جهة داخلية أو خارجية لأنّنا أحرار لا نرتهن لقرار أحد”.
ورفضت شخصيات لبنانية عدّة ما حدث، ومن هذه الشخصيات المسؤول في دائرة أوقاف طرابلس الشيخ “فراس بلوط” الذي قال في بيانٍ إنّ “نبش القبر مرفوض جملة وتفصيلاً ولكن تلبيسه لباساً فتنوياً أمر مرفوض أيضاً, لنذكر جميعاً أنّ ساحتنا العامة والخاصة لا ينقصها تفجيرات وهمية جديدة”.
ومما جاء في بعض التغريدات التي أعربت عن استنكارها لنبش قبر الطفل: “مستوى من العنصرية يثير الغثيان في زمن نظرية التفوق اللبناني الجيني لصاحبها جبران باسيل، لن يُستغرب أنْ يخرج هذا المستوى الحقير من العنصرية”.
وكانت عائلة لاجئة سورية قد أجبرت على نبش قبر طفلها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات وإخراجه من مقبرة بلدة “عاصون” في قضاء “الضنية” شمالي لبنان، بعدما قيل لهم إنّ سلطات القضاء تحصر الدفن بأهل القرية من اللبنانيين بسبب ضيق مساحة المقبرة.