غموضٌ بشأنِ مصيرِ “حسن نصر الله” وغاراتٌ إسرائيليّةٌ متواصلةٌ على الضاحيةِ الجنوبيّةِ
ما يزال الغموضُ يكتنف مصيرَ زعيم ميليشيا “حزب الله” حسن نصرالله، عقبَ هجومٍ شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي في أعنف سلسلةٍ من من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية يوم أمس الجمعة، منذ بدأ الهجومُ على لبنان، الذي أكّد جيش الاحتلال أنَّه وقادةٌ آخرون كانوا الهدف من هذا الهجوم.
وأعلن جيشُ الاحتلال الإسرائيلي، أنّه قصفَ ما وصفه بـ “المقرّ المركزيّ لحزب الله في قلب الضاحيّةِ الجنوبيّة ببيروت”، وذكرت إذاعةُ جيش الاحتلال أنَّ طائرات “إف-35” نفّذت الغاراتُ بواسطة قنابل خارقة للحصون ثقيلة جدًا تزن نحو 2000 رطل (907 كيلوغرامًا) وتنفجر تحت الأرض.
وبحسب مصدرٍ مقرّب من ميليشيا “حزب الله”، فقد استهدفت الغارات أبنيةً تقع ضمن منطقةٍ سكنيّة تضمّ مؤسساتٍ ومقرّات ومكاتبَ تابعةً للحزب ونوّابه.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إنَّ الاستهداف كان “ناجحاً وأنَّه أصاب نصرالله” برغم عدم تأكيدِها بأنَّه قُتل في تلك الغارات التي أصابت عدّةَ مواقع للحزب في الضاحية الجنوبية، وخلّفت قتلى وجرحى، لم يُعرف عددُهم بالتحديد حتى الآن.
صحيفة هآرتس العبرية، ذكرت أنَّ التقديرات الإسرائيلية تفيد بأنَّ زعيمَ ميليشيا “حزب الله” كان في مقرِّ الحزب أثناء الهجوم، وأنَّ اثنين آخرين من كبار قادة الميليشيا قُتلا، مضيفةً أنّه وفقاً للتقديرات الأولية للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين قُتِل حوالي 300 شخصٍ في الغارة.
كما أشارت إذاعةُ جيش الاحتلال إلى أنَّ “تقديراتِ الاستخبارات، لا تستبعد أنْ تكونَ غاراتُها قد أسفرت عن مقتل عددٍ من كبار قادةِ فيلقِ القدس الإيراني”.
في المقابل التزمت ميليشيا “حزب الله” الصمتَ التامَّ بخصوص الغارة، ولم ترشّح أيَّ أخبارٍ مؤكّدة عن مصير زعيمها، برغم محاولات وسائلِ إعلام في لبنان، الحصولَ على معلومة واضحة بشأن ما حدث، ووفقاً لمصادر تواصلت مع الميليشيا، خلصت إلى أنَّه “ليس لديها نيّةٌ لإصدار بيان قريباً بشأن الأمر”.
وقال مصدر مقرّبٌ من “حزب الله” لـ”رويترز”، إنَّ الاتصالَ بالقيادة العليا للحزب انقطع بعد الضرباتِ الإسرائيليّة على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة.
ويؤكّد محلّلون أنَّ اغتيالَ “نصر الله” أو تعجيزَه سيوجّه ضربةً قويّة للميليشيا المدعومة إيرانياً، والذي قادها منذ 32 عاماً، لاسيما أنَّ استبدالَه سيشكّل تحدّياً أكبر الآن مقارنةً بأيّ وقتٍ مضى منذ سنوات، بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة أسفرت عن مقتل كبارِ قادة “حزب الله” وأثارت تساؤلات حول أمنه الداخلي، وِفقَ رويترز.
وفي السياق، تعرّضت الضاحيةً الجنوبية لبيروت، معقلُ ميليشيا “حزب الله” على مدى الساعات الماضية، لقصفٍ إسرائيلي متواصل طالَ عدّة أحياءٍ.
فبعد الغارات المتتالية التي طالت مقرَّ قيادة الميليشيا في حارة حريك، أغارت طائراتُ الاحتلال على مناطقَ أخرى في الضاحية منها بير حسن وبرج البراجنة، فضلاً عن الحدث والليلكي بالإضافة إلى الكفاءات والشويفات، واشتعلت ألسنةُ النيران الضخمة إثرَ الغاراتِ وتصاعدت أعمدةُ الدخان التي انبعثت من أحياءٍ عدّة في المنطقة.
وأتت هذه الغاراتُ العنيفة بعد أنْ دعا جيشُ الاحتلال لأول مرّة إلى إخلاء مبانٍ محدّدةٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال المتحدّثُ باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي “بعد وقتٍ قصير سنقصف مخازنَ أسلحة لحزب الله في 3 مبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت وسنضرب خلال ساعاتٍ قدراتٍ استراتيجيّة لحزب الله”، وأضاف، “كشفنا ما يخفيه حزبُ الله تحت المنازل من صواريخ وأسلحة استراتيجية”.
ومنذ يوم الاثنين الماضي، بدأ الاحتلالُ الإسرائيلي حملةَ قصفٍ عنيف ودامٍ بعد قرار بتركيز عملياتِه في الجبهة الشمالية، ما أدّى إلى نزوح 118 ألف شخصٍ خلال أيام فقط، فيما قُتِل أكثرُ من 1500 منذ عام، وِفق السلطاتِ اللبنانية، أكثرُ من نصفِهم خلال الأيامِ الماضية.