محافظُ السويداءِ يبتزُّ تجارَ السويداءِ لدعمِ الجيشِ
طالب نظامُ الأسد تجارَ السويداء بدفعِ “إتاوات” لدعم ميليشياته بالمال والطعامِ بالتزامن مع انتفاضةٍ شعبية تشهدها المحافظةُ احتجاجاً على الأزمات الاقتصادية المتفاقمة.
وبحسب صفحاتٍ إعلاميةٍ موالية ، فإنَّ محافظ السويداء المدعو نمير مخلوف – ابن خالة بشار الأسد- حضّ التجارَ على جمعِ المال منهم وتقديمِ المساعدات المالية والغذائية لتعزيزاتِ ميليشيا الأسد التي استقدَمها النظامُ لمواجهة الانتقاضة الشعبية في المدينة، مقابلَ رفضٍ واسعٍ من التجار والأهالي تجاه تلك المطالبِ.
حيث قام التاجران (مروان مهنا) و(شفيق غرز الدين)
على الفور بالتبرع بـ٤٠٠ حصة غذائية للعناصر، وتبلغ قيمة كلّ حصة ١٢٠٠٠ ليرة سورية فقط”، وبحسب التفاصيل لم يكن مقترحُ مخلوف ” بنيّة جمعِ المال من أصحاب السجلات بل من قِبل التجار وبشكلٍ طوعي باعتبار ليس كلُّ أصحاب السجلات التجارية تجاراً”.
حيث وجّه نمير أوامرَه إلى “أعضاء غرفةِ التجارة في السويداء، وطالبَهم بالتواصل مع كلّ من يملك سجّلاً تجارياً للتبرع والمشاركة بـ (اللمة)”، فيما هدّد بسحب السجل التجاري من أيّ تاجرٍ لا يتبرّعُ لـ “الجيش” الذي وصفَه بأنَّه “منهكٌ ومتعبٌ ويحتاج للمساعدة ويعاني من أوضاعٍ صعبةٍ كالفقر والجوع”.
وسطَ رفضٍ عام، ما اعتبر ابتزازاً ومحاولةً لفرض “الخوّة” أو ما تسمّى “الإتاوة” بدلَ تلبية مطالبهم الشعبية التي طالبوا فيها خلال المظاهراتِ الماضية على خلفيّةِ الأزمات الاقتصادية المتفاقمة وآخرُها رفعُ الدعم الحكومي عن نسبةٍ كبيرةٍ منهم، بينما استجاب عددٌ من التجار الموالين لاقتراحِ مخلوف حين اعتبروا أنَّ “هؤلاء العناصرَ هم أبناء البلد ويحتاجون دعمنا”.
في حين نفت غرفةُ التجارة تلك المعلوماتِ المنقولة عن المحافظ “نمير مخلوف ” ، واعتبرت أنَّ الأخبارَ المتداولة حول ذلك “مزوّرة”، لكن تعليقات الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي هاجمتْ الاقتراحَ “الاستفزازي” بتعليقات تحمل الرفضَ والسخرية وأبرزها تعليق Fareed Fawzy Morshed الذي علّق ساخراً “حنّا نكرم الضيف يومٍ غزانا..عفوا يومٍ لفانا” في إشارة لميليشيا الأسد التي غزتْ المدينة.
وشهدت السويداء انتفاضةً شعبيةً خلال الأيام العشرةِ الماضية بسبب تردّي الأوضاعِ الاقتصادية إلى أسوأ مستوياتها وخاصةً قطعَ الدعم الحكومي عما يسمّى “البطاقة الذكية”، الأمر الذي فجّر الأوضاع في المنطقة ودفعَ المدنيين للنزول للشارع للتعبير عن غضبِهم تجاه نظام الأسد وحكومته.
وقابل النظامُ تلك الانتفاضةَ بتعزيزات عسكرية ضخمةٍ تمثّلت بانتشارٍ أمني ومحاولةٍ لقطع أوصال المدينة بالتزامن مع توسّع رقعةِ الاحتجاجات