مخيّمُ الهولِ.. ساحةٌ ضخمةٌ لجرائمِ القتلِ والاغتيالِ
تستمرُّ ميليشيات قسد الإرهابية بأساليب تعنيف قاطني مخيّم الهول للاجئين بريف الحسكة، حيث تتفشى جرائم القتل التي باتت منتشرة وبشكلٍ شبه يومية في المخيم الذي يقع ضمن مناطق سيطرة الميليشيا شرقَ المحافظة.
حيث عُثر على جثة المدعو “جلال العزاوي” سوري الجنسية يبلغ من العمر 42 عاماً مقتولاً برصاص مجهولين في القسم الأول من مخيّم الهول، وهو من أبناء مدينة العشارة، سبقه بيوم لاجئ عراقي يُدعى “فرحان محمود البكر” 46 عاماً، وجِد مقتولاً بطلقتين في الرأس في القسم الأول. بحسب ناشطين
في حين تمَّ توثيقُ أكثرَ من 40 جريمةَ قتلٍ داخل مخيّم الهول، وغالبية الضحايا كانوا لاجئين عراقيين، وبالمجمل تحمل عمليات القتل بصمات تنظيم “داعش” وعادةً ما تطال متعاونين مع ميليشيا قسد.
ويُعدّ مخيّم الهول بيئةً غيرَ ملائمة لنشوء الأطفال داخله، ولا سيما أطفال نساء التنظيم اللواتي بات بعضهن ينفّذن عمليات طعن واغتيال داخل المخيّم بحق أشخاص يعملون مع جهاز الشرطة التابع لقسد.
كما سُجّلت عمليات قتلٍ بحقِّ نسوة وأشخاص، إما خنقاً، أو حرقاً، أو طعناً بالسكاكين، ليتطوّر الموضوع مع بداية العام 2020 ويصبح سلاح الجريمة المستخدم كثيراً في الهول هو مسدسات، وأخيراً باتت تلك المسدسات مزوّدة بكواتم للصوت،بالاستناد إلى تقارير إعلامية مختلفة
وفي ذات السياق قال مسؤول أمني في المخيّم طلب عدمَ الكشف عن هويته إنَّ “الوضع الأمني داخل المخيّم هشٌّ وعمليات القتل تزداد داخله بشكلٍ متصاعد، وأعداد القاطنين في الهول ضخمة جداً، وإمكانيات قوات حفظ الأمن والحراسة متواضعة قياساً بحجم المخيّم ونوعية السكان داخله.
وأضاف” أنَّ أغلب الدول التي ينتمي عوائل عناصر التنظيم الأجانب إليها ترفض استقبالهم، مشيراً إلى أنَّ الأمر معقدٌ ولا يتوقّف فقط عند جرائم قتلٍ، فقد سُجّلت عمليات سطو مسلّح في وضح النهار مثلما حدث بتاريخ 26 من الشهر الماضي حينما تعرض محلّ للصياغة والصيرفة في القسم الأول لعملية سطو بالأسلحة تمَّ خلالها سرقة نحو كيلوغرامين من الذهب ومبالغ مالية تخطت 20 ألف دولار أمريكي.
فضلاً عن تعرّض أصحاب المحل والموجودين للضرب وتقييدهم والاستيلاء على هواتفهم المحمولة وممتلكاتهم الشخصية، فيما لاذ الفاعلون بالفرار.
كما لم تسلم الأجنبيات من نسوة التنظيم من الاستهداف داخل المخيّم، حيث تمَّ استهدافُ سيدة روسية بأداة حادّة من قِبل مجهولين في مخيم الهول، إلا أنَّها نجت، لتقومَ إدارةُ المخيّم بنقلها إلى مخيم “روج” في ريف الحسكة، بحسب تقرير لتلفزيون اورينت.
ويغصُّ مخيّم الهول بالآلاف من سكان مناطق غرب الفرات وبعض المحافظات السورية الأخرى الذين تمَّ احتجازُهم داخلَ المخيم إبّان المعارك ضدَّ تنظيم داعش وأغلبهم مدنيون ليس لهم علاقة بداعش لا من بعيد ولا قريب، ويتمُّ احتجازهم داخل الهول لغايات تصبُّ في مصلحة قسد، حيث تستخدمهم كورقة ضغط تُشرعنُ وجودها وتروّج لدورها بمحاربة الإرهاب (داعش)، كما تستفيد قسد من المساعدات الإغاثية والمالية التي تصل بشكلٍ شهري من عدّة جهات دولية.