رغمَ الترهيبِ الروسي.. اللواءُ الثامنُ يرفضُ المشاركةَ بالحربِ الأوكرانيةِ

كشف تقريرٌ أنَّ عقبات عدّة تحدّ من نجاح المخطّط الروسي الهادف إلى تجنيد مقاتلين سوريين لمساندة قواتها في غزو أوكرانيا، في مقدّمتها ارتفاعُ نسبة المخاطر جرّاء المشاركة في القتال وتعقيداتُ الحرب هناك، إلى جانب انعدام الثقة بالتعهّدات الروسية.

ونقل موقع “المدن”، عن مصادرَ مطّلعة، قولها، إنَّ روسيا لم تنجحْ حتى الآن إلا بتجنيدِ عشرات المقاتلين من ريف حماة، حيث يشرفُ وكيلُها القيادي في ميليشيا “الدفاع الوطني” نابلُ العبدالله، على عمليات التجنيد.

ووفقاً للمصادر، فإنَّ المخطَّط الروسي لم يكتب له النجاحُ في الجنوب السوري، بعد رفضِ اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة إرسالَ مقاتلين، رغمَ العروض “السخية” من جانب الروس.

في هذا السياق، كشفت مديريةُ المخابرات الأوكرانية التابعةُ لوزارة الدفاع، على صفحتها على “فايسبوك”، عن فشلِ روسيا في تجنيد ما وصفتهم بـ “المتشدّدين” من درعا في الحرب في أوكرانيا إلى جانب روسيا.

وأوضحت المديرية أنَّ اجتماعاً عُقد قبل يومين بين القيادي في اللواء الثامن العقيد “نسيم أبو عرة”، وجنرال روسي يدعى “ألكسندر زورافليوف”، طلب خلاله الأخير تقديمَ قائمةٍ بالأسماء والمعلومات الشخصية للمقاتلين بهدف تجنيدهم للمشاركة في الحرب ضدَّ أوكرانيا.

وأضافت أنَّ القيادي “أبو عرة” لم يعطِ إجابةً واضحة، واكتفى بتقديم وعود بالاتصال بعدَ التشاور مع أعضاء آخرين في قيادة اللواء الثامن.

واعتبرت المديرية أنَّ ما جرى يدلُّ على فشلِ مخطّط روسيا، مرجعةً ذلك إلى “عدم استعداد المقاتلين السوريين للمخاطرة بحياتهم من أجل المال.

هذه المعلومات أكّدتها مصادرُ “المدن”، وقالت إنَّ روسيا قدّمت طلباً لتجنيد مقاتلين من اللواء، مقابل امتيازات كبيرة للمقاتلين واللواء عموماً، لكنَّ قيادة اللواء رفضتْ الطلب.

وعن الامتيازات، قالت المصادر، إنَّ “روسيا عرضتْ منحَ المقاتلين الذين يقبلون المشاركة في الحرب ضدّ أوكرانيا رواتبَ كبيرة، إلى جانب تقديم التعويض عن الرواتب لكلِّ عناصر اللواء التي جرى توقيفُها من جانب روسيا منذ نحو عام، وكذلك وعدَ الروس بحلِّ كلّ مشاكل اللواء العالقة وعناصره مع نظام الأسد”.

وأوضحت المصادرُ أنَّ الروس أشاروا في المقابل، إلى أنَّهم لن يساهموا في حلِّ أيّ مشكلة تعترض اللواء في حال عدم إرسال مقاتلين، لكنَّ المصادر نوّهت إلى أنَّ “روسيا لا تستطيع الضغط على اللواء، لأنَّها أساساً قطعت الرواتب عنه”.

وحول أسباب رفضِ اللواء للطلب الروسي، أكّدت المصادرُ أنَّ الموقف المبدئي للواء لا زال يرفض الانخراط في أيّ نزاع خارجي، مشدّداً على أنَّ “اللواء وعناصره ليسوا مرتزقة، وهذا الموقف سُجل أيضاُ في الحرب الليبية، حيث رفضَ اللواءُ كذلك الطلبَ الروسي ذاتَه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى