موقعٌ أمريكي: احتمالُ إحرازِ تقدّمٍ في حلِّ القضيةِ السوريةِ من خلالِ مسارِ “أستانا” ضئيلٌ
تحدّث موقع “المونيتور” الأمريكي عن وجود مؤشّرات على أنَّ محادثات “مسار أستانا” التي عُقِدت مؤخّراً لديها “احتمالية ضئيلة” لإحراز تقدُّمٍ في المستقبل بشأن حلِّ القضية السورية.
وقال الموقع في تقرير له نُشر أمس الجمعة إنَّ “مسار أستانا” انطلق لمعالجة المهام التي لم تُعطِ الاهتمام لعملية جنيف، ولكنَّ المؤشرات تدلُّ على أنَّ “مسار أستانا” قد تجاوز فائدته إلى حدٍّ كبير، فهذا المسار لم يتمكّنْ أبداً من أنْ يصبح بديلاً لعملية جنيف، من خلال ملء جدول الأعمال بالجوانب السياسية والعسكرية.
وأوضح التقرير أنَّ هناك قضايا عسكرية تُثار بشكل متزايد في المفاوضات الثنائية بين روسيا وتركيا ويتمُّ تنفيذها، دون الرجوع إلى “مسار أستانا”.
واستغرب الموقع كيفية وضعِ فقرة في البيان الختامي تتضمّن التركيز على مواصلة الحرب ضدَّ “الإرهاب”، ثم في الفقرة التي تليها الإشارة إلى ضرورة الحفاظ على السلام على الأرض، ثم أكّد على عدم وجود حلّ عسكري للأوضاع في سوريا.
واعتبر أنّه من الواضح أنَّ موسكو لن تتّخذ خطوات عسكرية في المستقبل القريب في هذا الصدد، وأنّها مستعدّة للتخلي عن مسار حلّ مشكلة “المتطرفين” في إدلب من خلال عمليات عسكرية مشتركة مع نظام الأسد.
وأكّد التقرير بأنّه من الممكن أنْ يحصل تبادلٌ كبير للأسرى والمعتقلين بين نظام الأسد والمعارضة السورية، وهو أحد السبل لتعزيز “مسار أستانا” في هذه المرحلة.
وأشار إلى أنَّ عدم إحراز تقدُّم في هذا الإطار “يقع على عاتق نظام الأسد الذي يرفض التعامل مع المعارضة السورية والاعتراف بها كطرف شرعي في عملية التفاوض، ولذلك فإنَّ النظام يتجنّب تبادلَ الأسرى والمعتقلين لأنَّه سيكون اعترافاً بفصائل المعارضة السورية العسكرية”.
ورأى “المونيتور” أنَّ الطلب سيستمرُّ على “مسار أستانا” كعنصر ضروري لـ “إضفاء الشرعية على الوجود العسكري للجهات الراعية الثلاثة (تركيا وروسيا وإيران)”.
ولذلك فإنَّ هذا المسار “سيستمرُّ بغضِّ النظر عن وجود أو عدم وجود نتائج، وهو مهمٌّ بالنسبة لروسيا وإيران لأنْ يكون وجودهما العسكري في سوريا، قائماً ليس فقط على الاتفاقات مع نظام الأسد، إنَّما على الاتفاقيات المقابلة في إطار مسار أستانا”.