آخرُ مستجداتِ الاجتماعاتِ التي عقدتْ لحلِْ الخلافِ العشائري بين “البوفريو” و”القبيصة” (فيديو)

عقد أمس الخميس اجتماع موسّع لجميع شيوخ ووجهاء قبيلة “العكيدات” في ريف محافظة دير الزور، وذلك في إطار مناقشة المشكلة التي حدثت منذ عدّة أيام بين عشيرة القبيصة “فخذ العفيف” وبين أبناء عشيرة البوفريو “فخذ الشملان”، والتي راح ضحيتها أربعة ضحايا من “فخذ العفيف” وسبعة ضحايا من “فخذ الشملان”.

وأكّد جميع الحضور التزامهم بالعرف العشائري والقانون، وتمّ تفويض ميليشيات “قسد” باعتقال وسجن كلّ من ارتكب جرائم بحقّ المدنيين مهما تكون مكانته، كما وافقت “عشيرة القبيصة” على توكيل شيوخ ووجهاء قبيلة العكيدات لتشكيل لجنة قضائية تحكم بين أبناء الطرفين.

وتعهّد وجهاء “عشيرة القبيصة” قبولهم بالتحكيم وما يترتّب من قرارات تخرج عن اللجنة الشرعية، وتمّ الاتفاق على تشكيل لجنة شرعية منبثقة من القضاة والشرعيين من قبيلة العكيدات، ماعدا عشائر البكير لن يكون لهم ممثل في اللجنة الشرعية، ووكّل الأمر بتفويض قطعي إلى اللجنة الشرعية وميليشيات “قسد”.

وتوجّهت جميع وفود شيوخ عشائر العكيدات إلى أبناء “عشيرة البوفريو” لكي يكونوا على اطلاع بما تمّ الاتفاق عليه، كما طالب شيوخ ووجهاء قبيلة العكيدات ميليشيات “قسد” بسجن كلّ من يرتكب جرائم بحقّ المدنيين، وكذلك طالب الحضور “قسد” بحفظ الأمن والسلم الأهلي وعدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية والنعرة العشائرية، والقضاء على المسلحين الملثمين الذين يتبعون إلى تنظيم داعش الإرهابي وإلى مخابرات نظام بشار الأسد.

وأكّد الحضور أنّهم مستعدّون لتقديم الدعم للقوات العسكرية وتفويضها بحفظ وحقن دماء أهالي المنطقة، وبهذا أعطي تفويض عام للقوات الأمنية في “قسد” لتقوم بدورها وتلتزم بأمن واستقرار المنطقة، وكذلك الذين يعبثون في ممتلكات الأهالي وحرق المحاصيل الزراعية في منطقة شرق الفرات والجزيرة.

وبدورها أصدرت “عشيرة البوفريو” بياناً حول قالت فيه إنّ اجتماعات عديدة تجري في المنطقة وأنّ أيّ اجتماع وتحكيم فيه جهات محسوبة على ميليشيات “قسد” فهو باطل ولا يمتثل لهم بتاتاً، مضيفةً بالقول: “لقد كان لهذه الجهات دور في الخلاف ودعم فئات الإجرام العشائرية في دير الزور كاملةً وهذا لا يخفى على أحد”.

وأردفت العشيرة بأنّ “المطلوب هو تجريد التحكيم من هذه الانتماءات، فلم تخلُ القبائل من العوارف والقضاة والخيّرين، أم أصبحت القبائل تمتثل لشرع وأعراف قسد ورجالها”، طالبةً من جميع الخيّرين الساعين لوضع أسس للتشريع ومحاسبة المعتدي ولكلّ من تواصل معهم وعبّرَ عن ألمه وموقفه وجهده في الإنصاف.

واشترطت العشيرة في بيانها أنْ تكون اللجنة الشرعية المكلفة بالتشريع ومحاسبة مزهقي الأرواح خارج أطراف الخلاف ويحبذ إنْ كانت أيضاً من خارج عشيرتي الدليم والعكيدات، فضلاً عن ضمان اللجنة وجود المطلوبين الذين تمّ تحديدهم من قبل شيوخ العشائر وشيوخ عشيرتهم بشكلٍ خاص وهم (الصالح العفيف).

وختمت العشيرة بيانها بالقول: “مع اعتزازنا واحترامنا لكلّ الشرفاء ولكلّ من استنكر وعبر عن وقوف معنا بالحق، إلا أنّ هذه هي مطالبنا لكي تبرئ الذمم وتوفي الوعود، كما نصرّح أنّ عدم الامتثال لهذه المطالب المحقة، فإنّنا نعود لقرارنا الأول الذي ناشدتمونا بالعدول عنه، ألا وهو الرحيل من المنطقة ولا يضيع حق وراءه مطالب”.

يشار إلى أنّ قرية “ماشخ” شهدت ليل الجمعة الماضي اشتباكات عنيفة بين عشيرة القبيصة “فخذ العفيف” وبين أبناء عشيرة البوفريو “فخذ الشملان”، وذلك بعد استهداف خلايا “داعش” للمدعو “ثامر الخلف” من “عشيرة القبيصة”، والذي كان قد تلقّى من قبل تهديدات من خلايا “داعش”، بسبب ما قالوا بأنّ له يد في تسليم عدد من عناصر التنظيم إلى ميليشيات “قسد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى