أتاواتُ ميليشياتِ الفرقةِ الرابعةِ تزيدُ أسعارَ السلعِ في مناطقِ سيطرةِ الأسدِ أضعافاً مضاعفةً

قال موقعُ تلفزيون سوريا إنَّ ميليشياتِ “الفرقة الرابعة” بدأتْ بفرضِ إتاوات على المواد الواردة عبرَ مرفأ اللاذقية، مما أدّى إلى ارتفاع أسعار هذه الواردات وارتفاعِ سعر المشتقّاتِ النفطية والمواد الأولية، والانخفاضِ الأخير في سعرِ صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.

حيث تفرضُ ميليشياتُ الفرقة الرابعة إتاوات لا ترحم على حدِّ قولِ أحد التجار السوريين ” حيث تصل الشحناتُ وتفرّغ في المرفأ من البواخر وبعد دفعِ التاجر لجميع الرسوم الجمركية المترتبة والمستحقات يتمُّ نقلُ الشحنات من المرفأ، وبالقرب من بوابة مخرجِ المرفأ الرئيسي تُوقِفُ الفرقةُ الرابعة الشحناتِ ويقوم الضابط المسؤول بقطعِ وصلٍ للدفع بقيمة 20 في المئة من قيمة الفاتورة الكلية، وإذا امتنع التاجرُ عن دفعِ قيمة الوصل تُصادر شحنته”.

وأضاف التجار في حديثه لموقع تلفزيون سوريا : “كان لديَّ منذ أيام شحنةُ موادَ قطنية لتصنيع الحفاضات والمحارم فازدادت الفاتورة 20 في المئة مما أجبرني على رفعِ سعر كيلو حفاضات الأطفال (فلش) إلى 17800 ألفِ ليرةٍ”

حيث أنَّ أعمالَ “الفرقة الرابعة” غيرُ قانونية ولكنَّها تتمُّ بالاتفاق مع وزارة التموين في حكومة الأسد وموظفيها فعند دفعِ التاجر قيمةَ الوصل لـ”لفرقة الرابعة” يستطيع تسعيرَ المواد كما يرغب من دون أيّ خوفٍ من المخالفات، وهذا ما يجعل معظمَ تجارِ الجملة يتحكّمون بالأسواق.

لا سيما أنَّ فرضَ الإتاوات أدّى لرفع أسعار العديد من المنتجات من بينها المنظفات، والتي ارتفعت أسعارُها في محافظة اللاذقية الخاضعةِ لسيطرة النظام إلى حدٍّ أرهقت جيوبَ المواطنين، إضافةً إلى عدم استقرار سعرِ صرف الليرة السورية أمام الدولار، وارتفاعِ أسعار المواد الأوليّة عالمياً.

وخلال رصدٍ للأسعار في أسواق اللاذقية لوحظ ارتفاعٌ غيرُ مسبوق لأسعار المنظفات؛ فعبوة سائل الجلي ذات سعةِ ليترٍ واحد تراوحت ما بين 3800 و4500 ليرة سورية على حسب النوعية والجودة، وأما مساحيقُ الغسيل فارتفع كلٌّ منها 3000 ليرةٍ على التسعيرة السابقة حيث تجاوز الكيلو حدَّ 5000 للنوع العادي أما الجيد جداً فقد ارتفع إلى 6500 ليرةٍ سورية، والمناديل “علب المحارم” فتراوحت ما بين 4800 و5100 على حسب النوع والكمية.

هذا الارتفاع أدّى إلى لجوء المواطنين لشراء المنظفات (الفلش – فرط) بالكيلو أو بالنصف كيلو، كما أنَّها لم تسلمْ من موجة ارتفاعِ الأسعار حيث بلغ ليترُ سائل الجلي من 2800 ليرة إلى 3400 ليرة حسب النوعِ والجودة والتركيز، وتجاوز ليترُ الكلور والفلاش 3000 ليرة وأما مسحوق الغسيل فقد تجاوز 3800 ليرةٍ وليترُ الشامبو والبلسم بـ3500 ليرة سورية.

فيما قالت مواطنة سورية إنَّه “بعد ارتفاعِ جميع المواد الأساسية اللازمة للأسرة أصبحنا نلجأ للشراء بأقلِّ الأسعار من دون النظر للجودة “المهم تمشاية حال” مضيفةً في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا: “أنَّ أسعارَ المنظفات (فلش) أرخصُ من العبوات المختومة ذاتِ الماركات المعروفة”.

من جهته، لفت “إبراهيم” أحدُ أصحاب مركز تصنيع وبيعِ منظفات بالجملة والمفرق في مدينة القرداحة إلى أنَّ سببَ ارتفاع أسعار المنظفات هو ارتفاعُ الدولار والموادِ الأولية للتصنيع وارتفاعُ أسعار المشتقات النفطية عالمياً والفيتامينات الداخلة في تركيب المنظفات والشامبو.

في حين أوضح أنَّ تركيب المواد يحتاج لدرجة غليان وهو يستخدم الغازَ ولكنَّ فقدانَ الغاز وارتفاعَ أسعار الأسطوانات وتقليلَ وزنها زادَ الطين بلّةً و اضطُرِرتُ لرفع الأسعار لتغطية الخسارة المفاجئة.

“وأدّى ارتفاعُ أسعار المواد الأولية للتنظيف إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج مما دفعَ بعضَ المعامل إلى تسريح موظفين لتعويض هذه التكاليف.

وقال عاملٌ في معملٍ لتصنيع المنظفات على طريق جبلة اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا: “إنَّ خسائر المعمل يومياً تفوق 50 مليون منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك لارتفاع سعر ليتر المازوت إلى 5000 ليرة سورية مع صعوبةِ الحصول عليه.
وتابع إنَّ المعملَ يحتاج لكميات كبيرة من المحروقات لتشغيل الآلات لاسيما مع انقطاعِ الكهرباء الدائم ورفعِ سعر المواد الأولية عالمياً وارتفاعِ أجور النقل والعمال.

وأشار إلى أنَّ العديدَ من المعامل أغلِقت أو سرِّحت عدداً كبيراً من العمال لتغطية نفقاتِ المعمل أو للحدّ من الخسارة، مما زاد نسبةَ البطالة في المحافظة.

الجدير ذكرُه أنَّ معاناة الأهالي في مناطق سيطرة نظام الأسد تزداد يوماً بعد آخر في ظلِّ الغلاء الفاحش الذي طال معظمَ المواد وخصوصاً الأساسية منها في ظلِّ عدمِ اكتراث حكومةِ النظام لما يجري في الأسواق من احتكارٍ وغلاءٍ في الأسعار وشحّ في المواد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى