أسوشيتد برس: روسيا تحاولُ فرْضَ الأسدِ في معادلةِ الحلِّ السياسي وسطَ ترقّبٍ لخطةِ بايدن بسوريا
نشرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، تقريراً تناولت فيه استراتيجية الاحتلال الروسي في سوريا، بعد وصول إدارة “جو بايدن” للسلطة في أمريكا، وسطَ ترقّبٍ لخطط في البلاد التي تعاني حرباً منذ 2011.
ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أنَّ الإدارة الأمريكية الجديدة لم تحدّد بعدُ كيف تخطّط للتعامل مع سوريا، في حين أنَّ الاحتلال الروسي يحاول فرض رأس نظام الأسد في معادلة الحلِّ السياسي وأنَّه بات طرفاً فائزاً يجب التعاملُ معه وفقَ الأمر الواقع.
وشدّد تقرير الوكالة على أنَّ الاحتلال الروسي يحاول إقناع العالم بأنَّ الحرب انتهت، وأنَّ رأس نظام الأسد “انتصر”.
وقالت إنَّ وزير خارجية الاحتلال الروسي “سيرغي لافروف”، يحاول تمرير رسالة مفادُها أنَّ العقوبات الأمريكية على نظام الأسد تعرقل الجهود الدولية لإعادة بناء سوريا.
ولفتت إلى أنَّه “لم يكن للوضع أنْ يتأزَّم لولا تدخّل روسيا وإيران لمنعِ سقوط نظام الأسد، الذي شنَّ هجمات كيماوية وبراميل متفجّرة، وأطلق حملة تجويع ممنهجة ضدَّ الشعب السوري، لسحقِ ما بدا على شكلِ انتفاضة سلميّة”.
وقالت إنَّ “تعامل واشنطن مع الحرب السورية سيختبر موقفَ بايدن من أولويّة الشرق الأوسط مقارنة بآسيا، وليس العكس كما تمَّ الترويج له بسبب تأخر اتصال بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو”.
وأكَّدت الوكالة أنَّه إذا قلَّصت الولايات المتحدة وجودها في الشرق الأوسط، فإنَّ الاحتلال الروسي وخصوم أمريكا عموماً، على استعداد للتدخّل وتعزيز مكانتهم الإقليمية ومواردهم. “ومن هنا جاءت جولة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الشرقِ الأوسط هذا الشهر”.
ونقلت الوكالة عن “فريدريك هوف”، الذي عمِلَ مستشاراً ومبعوثاً للولايات المتحدة بشأن سوريا في إدارة الرئيس السابق “باراك أوباما”، قوله إنَّ رسالة الاحتلال الروسي هي أنَّ “الحرب في سوريا انتهت، وانتصر الأسد، وسيظلُّ الأسد في السلطة طالما أنّه يتنفَّس الأوكسجين”.
أما جيمس جيفري، وهو دبلوماسي محترف عمِلَ مع إدارات جمهورية وديمقراطية في البيت الأبيض، وشغل منصب مبعوث الرئيس السابق “دونالد ترامب” إلى سوريا، فيرى أنَّه من الضروري أنْ تحافظ الولايات المتحدة على وجودها في سوريا بحكم “أطماع” موسكو التي لا يمكن أنْ تخدمَ إلا نظامَ الأسد.
ويحذّر جيفري من أنه “إذا كان هذا هو المستقبل الأمني للشرق الأوسط، فنحن جميعاً في ورطة”، مضيفاً أنَّ “هذا ما يدفع إليه بوتين ولافروف”.