أطباءُ بلا حدودٍ: دخولُ المساعداتِ عبرَ خطوطِ النزاعِ تواجهُ ضغوطاً مستمرّةً

قالت رئيسةُ بعثةِ منظّمةِ “أطباء بلا حدود” في سوريا، كلير سان فيليبّو، إنَّ آليةَ عبورِ المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبرَ الخطوط “تواجهُ قيوداً هائلةً طوال فترةِ النزاع”، مؤكّدةً على أنَّه “لا يمكنُ لعبور المساعدات عبرَ الخطوط أنْ تحلَّ محلَّ عمليات عبورِ المساعدات عبرَ الحدود تحت أيِّ ظرفٍ كان”.

وفي حوار أجرتْه معها صحيفةُ “النهار”، أوضحتْ فيليبّو أنَّ من القيود التي تواجه المساعداتِ عبرَ الخطوط “التأخّرُ في الموافقةِ، والقيودُ التي تفرضها حكومةُ الأسد، واستمرارُ الخلافات بين الأطراف المتحاربة على الأرض، وغيابُ آلياتِ مراقبةٍ مستقلّة، ورفضُ السكان المحليين في المناطق التي لا تخضعُ لسيطرة نظامِ الأسد عبورَ الجهاتِ الفاعلة والأنشطةِ عبرَ خطوطِ النزاع”.

وعن الانعكاساتِ المباشرة المحتملة على عدم تجديدِ تفويضِ المساعدات عبرَ الحدود، قالت رئيسةُ “أطباء بلا حدود” في سوريا إنَّ ذلك “سيؤدّي إلى تعطيلِ المساعداتِ الإنسانية والطبية بشكلٍ هائل، وتقليصِها في شمالِ غرب سوريا، وزيادةِ تفاقمِ الوضع الإنساني غيرِ المستقرِّ في هذه المنطقة”.

وأوضحت أنَّه “إذا توقَّف الإمدادُ الطبي، سيواجه الناسُ خطرَ فقدان قدرةِ الوصول إلى الرعاية الصحيّة، وإذا ما انقطعَ شريانُ الحياة هذا، فسيفتقرُ الناسُ إلى الغذاء الأساسي وخدماتِ المياه والرعاية الصحية بشكلٍ كبيرٍ، مما سيؤدّي إلى حالات وفاةٍ كان تفاديها ممكناً”.

وأضافت فيليبّو أنَّ “معظمَ المستشفيات والمرافق الصحية ستفتقرُ إلى الإمداداتِ الطبيّة اللازمة لممارسة عملِها، ما سيعرّض حياةَ المرضى وصحتَهم للخطر”.

وذكرت أنَّ منظّمةَ “أطباء بلا حدود” تعمل في سوريا منذ العام 2011، ولكن منذُ أواخر العام 2020، باتت المنظّمةُ تعتمدُ بشكلٍ كبيرٍ على قوافلَ منظّمةِ الصحة العالمية، التي تعبرُ إلى شمال غربي سوريا عبرَ الممرِّ الإنساني في بابِ الهوى لإيصال المساعداتِ الطبيّة الأساسية إلى المنطقة.

وأشارت إلى أنَّ “الاستجابةَ الإنسانيّة والطبيّة لأطباءَ بلا حدودٍ أصبحت ممكنةً من خلال آليةِ عبورِ المساعداتِ عبرَ الحدود، التي تضمن توافرَ المساعداتِ الطبيّة الحيوية في البلاد، كما أنَّ 99 % من إمداداتِها في العام 2021 دخلت عبرَ باب الهوى”.

وأكّدت رئيسةُ المنظمةِ على أنَّه إذا تمَّ إغلاقُ المعبر، ستضطَّر “أطباء بلا حدود” إلى “مراجعة حجمِ الدعم الصحي المُقدّمِ في شمال غربي سوريا وجودتِه، ولن تكون قادرةً بعد ذلك على توفير حجمِ الخدمات الحالية نفسِها التي توفّرها حالياً للسكان الأكثرِ حاجةً”.

وردّاً على سؤالٍ حول حجمِ المساعدات التي تدخل أسبوعياً عبرَ باب الهوى، وأعدادِ المستفيدين منها، قالت فيليبّو إنَّه منذ العام 2014، تلقّى 47.7 مليون شخصٍ مساعداتٍ صحيّة عبرَ الحدود من مكتبِ الأمم المتحدة لتنسيقِ الشؤون الإنسانيّة.

وأضافت أنَّه منذ تموز من العام 2014، دخلتْ 51.717 شاحنةً تضمُّ مساعداتٍ إنسانيّة عبرَ معبر باب الهوى، يستفيد منها نحو 2.4 مليون شخصٍ شهرياً.

وأكّدت رئيسةُ منظّمة “أطباء بلا حدود” في سوريا على أنَّ “المعابرَ الحدوديّة تبقى السبيلَ الإنساني الوحيدَ الصالح لتلبية الاحتياجات المتزايدةِ في شمالِ غربي سوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى