أمريكا وروسيا تتسابقانِ على تشكيلِ جيوشٍ شرقَ سورية

تتسابق الولاياتُ المتحدة الأمريكية والاحتلال الروسي على تأسيس جيوش وفصائل مقاتلة تابعة لها في مناطق شرق الفرات شمال شرق سورية لضمان السيطرة والنفوذ وتأمين منابع النفط والخيرات الزراعية في تلك المناطق.

وشهدت مدينة الشدّادي جنوب شرق محافظة الحسكة, عدّة اجتماعات بين ضباط من القوات الأمريكية وشيوخ عشائر ووجهاء من المنطقة بهدف تشكيلِ جيش عربي في المنطقة وصولاً لحماية منابع النفط في ريف دير الزور الشمالي الشرقي ، ولسحبِ البساط من تحت ميليشيا “قسد”.

وفي حديث لوكالة الأنباء الألمانية, كشف مضر حماد الأسعد عضو المكتب السياسي لمحافظة الحسكة التابعة للمعارضة السورية، عن أنّ “الاجتماع الأخير عُقِدَ في مدينة الشدادي بتاريخ السادس من نيسان الماضي وحضره ضباط من القوات الأمريكية ، وتمخّض عن الاجتماع قرارُ تشكيلِ جيش عربي في منطقة الجزيرة والفرات من أجل الاعتماد عليه مستقبلاً في إدارة المنطقة”.

وقال الأسعد ، ابن مدينة الشدادي والذي يقيم في تركيا، ” خلال الاجتماع وضعت كلُّ الحقائق على الطاولة من انتهاكات قسد التي تسيطر على قرارها الوحدات الكردية وتواصلها مع نظام الأسد إضافة إلى النقطة الأبرز التي ركّز عليها الأمريكيون وهي وقفُ تمدّد الاحتلال الإيراني في المنطقة ،واستهدافُ حتى القوات الأمريكية من قِبل قوات قسد واتهامُ تنظيم داعش ،باعتباره مازال موجوداً، ليبقى الدعم الأمريكي مستمرّاً لقسد بحجّة محاربة الإرهاب”.

وكشف الأسعد عن أنّ ” الأمريكيين وعدوا ، وبعد إكمال الخطوة الأولى من الجيش العربي ، بسحب كافة الأسلحة من قسد ، وإدارة كافة الثروات الباطنية والدوائر الحكومية والمدنية من خلال المكوّن الجديد “.

وعلى الجانب الآخر في محافظة الحسكة وفي ريفها الشمالي الشرقي تعمل قوات الاحتلال الروسي بوتيرة سريعة على تأسيس جيش عربي على غرار الفيلق الخامس الذي تمّ تأسيسه قبل ثلاث سنوات وضمّ الكثير من أبناء المناطق التي استعاد نظام الأسد السيطرة عليها في حمص وريف دمشق ودرعا والقنيطرة.

وقال الأسعد إنّ”قوات الاحتلال الروسي عقد عدّة اجتماعات في منطقة تل تمر والقامشلي ومنطقة جبل عبد العزيز جنوب غرب المحافظة لمنافسة القوات الأمريكية وتأسيسِ فصيل عسكري تابعٍ له ربما يكون من أبرز مهامه استهدافُ القوات الأمريكية بعد التحرشات الكثيرة التي تقوم بها القوات الأمريكية ضدّ القوات الروسية”.

وأضاف, “تمّ عقد أربعة اجتماعات مع شيوخ عشائر عربية في بلدة تل تمر وفي القامشلي (قرية جرمز المعقل التاريخي لمشيخة طي )”.

وأقرّ الشيخ محمد عبد الرزاق شيخ قبيلة طي العربية في محافظة الحسكة بوجود اجتماعات مع ضباط الاحتلال الروسي ، نافياً وجودَ استعدادات لتشكيل جيش عربي.

وقال عبد الرزاق، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، “كلُّ الاجتماعات التي جرت مع القوات الروسية في الحسكة هي لأجل التنسيق والعملِ المشترك وتهدئةِ الأوضاع في المنطقة”.

بدوره ، أوضح مصدرٌ مطلِعٌ في محافظة الحسكة أنّ “التحركات الأمريكية لتشكيل جيش في جنوب الحسكة وشرق دير الزور جاءت بعد تأكّدِهم من فشلِ قسد في إدارة المنطقة وتهميش العنصر العربي ، وعدم وجود حاضنة شعبية للأكراد في تلك المناطق”.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الالمانية، إنّ “هذا الفصيل سيكون ورقة ضغط على قسد من خلال العمل على إيجاد جسم عسكري, بعد تذمّر أمريكا من قيادة حزب العمال الكردستاني وإبعادِها إلى معقلها الرئيسي في جبل قنديل بشمال العراق”.

وحول تشكيل جيش الاحتلال الروسي قوات تحت قيادته في الحسكة، أكّد المصدر أنّ “الروس في المنطقة الشمالية من المحافظة ركّزوا على القبائل العربية وعقدوا أربعة اجتماعات ناقشت انتهاكات قسد وتشكيل جيش عربي يكون رديفاً لقوات الأسد وتحت إشراف روسي”.

وأضاف أنّ “الجيش الجديد سيكون عماده الأساسي من الدفاع الوطني المكوَّن من أبناء العشائر ، ومن مهمته أيضاً مواجهةُ القوات الأمريكية التي منِعت سابقاً من قِبل أبناء العشائر العربية وحصلت عدّة صدامات بينهم”.

وألمح المصدر إلى “استبعاد قيام مواجهة بين قوات الأسد والقوات الأمريكية ولكن يمكنُ مقاومةُ هذه القوات من خلال الاعتماد على جيش العشائر العربية الذي ربّما يتلقّى دعماً إيرانياً”.

ولفت إلى أنّ بعض شيوخ العشائر العربية من محافظتي الحسكة ودير الزور زاروا إيران مطلعَ العام الجاري ، مشيراً إلى أنّ مواجهة القوات الأمريكية ستكون في منطقة تمتد لأكثر من 400 كم من منطقة الحدود السورية العراقية في أقصى محافظة الحسكة وصولاً إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي وخاصة أنّ حقول نفط العمر والتنك والكونيكو صعبة ومكلّفة على القوات الأمريكية.

وكشف المصدر عن مساعي أمريكية عشائرية تتمثل لإطلاق سراح مقاتلي تنظيم “داعش” من أبناء محافظتي الحسكة ودير الزور وإعادة تدويرهم ليكونوا جزءاً من الجيش الجديد .

وتشكّل الحسكة وريف دير الزور الشرقي أكثر من 80 بالمئة من النفط السوري الذي تسيطر عليه القوات الأمريكية وميليشيا “قسد” كما أنّها تشكل خزّان سورية الإستراتيجي من الحبوب والمحاصيل الزراعية .

وتتقاسم السيطرة في الحسكة وريف دير الزور الشرقي قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني المساندة لها, والقوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها وميليشيا “قسد” وقوات الاحتلال الروسي والقوات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى