أنظمةُ رادارٍ متطوّرةٍ يستخدمُها الجيشُ التركيُّ لأوّلِ مرّةٍ في إدلبَ.. تعرّفْ عليها
تداول ناشطون سوريون صوراً لأنظمة الرادار المتطوّرة “SERHAT II” التركية الصنع التي أدخلها الجيش التركي مؤخّراً إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب.
واستخدمت القوات التركية منظومة الرادار “SERHAT II” لكشف المناطق التي تطلق منها قوات نظام الأسد القذائف باتجاه نقاط المراقبة التابعة لتركيا في المنطقة.
وقامت بصنعِ هذه المنظومة شركة “إسيلسان” التركية، المتخصّصة بالصناعات الدفاعية في المجال العسكري، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع التركية.
وتأتي أهمية المنظومة بأنّها قادرة على رصد الأماكن التي تنطلق منها القذائف المعادية بنطاق360 درجة، ولمسافة تصلُ حتى 10 كيلو متر من موقع الرادار.
كما بإمكان أنظمة الرادار “SERHAT II” أنْ تحدّد مرابض المدفعية بدقّة، ومواقع إسقاط المقذوفات وارتفاعها وسرعتها لحظة سقوطها، وذلك وفق وكالة “الأناضول”.
وتتمتّع المنظومة بهذه الإمكانيات عبْر تتبّعها لموجات القذائف في خط الأفق، وتقوم بتحديد موقع القذيفة المندفعة بشكلٍ آلي من خلال مراكز القيادة وتتبع الخرائط بأجهزة الكومبيوتر.
وبعد تحديد مواقع انطلاق القذائف، تقوم القوات التركية بالردّ عبْرَ المدفعية أو المقاتلات الحربية، وتدمير الأهداف المعادية بأقلِّ مجهود ممكن.
وقد استخدمت القوات التركية هذه المنظومة لأوّل مرّة في إدلب بعد أنْ تعرّضت نقاط المراقبة التابعة لتركيا لاستهداف مباشر بقذائف مدفعية قوات الأسد، حيث حدّدت أماكن الإطلاق مباشرة، وتمّ التعامل مع الأهداف بشكلٍ فوريّ.
وهذه ليست المرّة الأولى التي تُستخدم فيها منظومة “SERHAT II” داخل سوريا، بل سبق وأنْ استخدمها الجيش التركي في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، ومؤخّراً في عملية “نبع السلام” شمال شرق سوريا.
ومن الميزات الفنية التي تميّز هذه المنظومة وتجعلها مصنّفة من بين أكثر أنظمة الرادار تطوّراً، هي قدرتها على الكشف عن أكثر من هدفٍ في آن واحد، وذلك عبر تقنية اللقطات المتعدّدة.
كما أنّ منظومة “SERHAT II” تمتلك القدرة على مسحِ صورة ظلية للتضاريس الجغرافية، ولديها قدرة فائقة على التمييز بين المناطق الصديقة والمناطق المعادية، بالإضافة إلى عرض الأهداف بشكلٍ مباشر على الخرائط التي تظهر في غرف القيادة.
فضلاً عن ذلك، فإنّ المنظومة تتميّز بسهولة تركيبها وحملها، إذ من الممكن وضع الرادار على المباني أو فوق المركبات والمدرعات العسكرية، بفضل وجود ثلاث دعامات أسفل الرادار.
ويأتي استخدام هذه المنظومة وغيرها من الأسلحة التركية المتطوّرة شمال سوريا، في ظلّ الحديث عن إمكانية شنّ تركيا لعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قوات الأسد في منطقة خفض التصعيد الرابعة بإدلب.
وقد أعطى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مهلةً حتى نهاية شهر شباط الجاري، لنظام الأسد من أجل الانسحاب إلى خلف نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وهدّد “أردوغان” أنّ قوات بلاده ستستخدم القوة العسكرية ضدّ قوات الأسد هناك، وذلك في حال لم يصغِ الأخير للمطالب التركية بشأن الانسحاب إلى حدود اتفاق سوتشي 2018.