نظامُ الأسدِ لا ينسى معارضيه.. مخاوفُ أمنيّةٌ تمنعُ عودةَ اللاجئينَ

أكّدَ لاجئون سوريون في دول جوار سوريا، أنَّ عدمَ عودتهم إلى بلادهم لا ترتبط بالضرورة بالأوضاع المعيشيّة فيها، معتبرينَ أنَّ المنظومةَ الأمنيّةَ تشكّلُ خطراً على حياتهم وتعتبر جميعَ اللاجئين معارضين لنظام الأسد الذي “لا ينسى من خرج ضدَّه”

وقال لاجئ سوري يقيم في تركيا، إنَّه “لا يفكّرُ البتة بالإقدام على مثل هذه الخطوة”، خاصةً أنَّه تفاجئ قبلَ عامين بأنَّه “مطلوب بنشرة أمنيّة لفرع الأمن العسكري” إذ تردّد عناصرُ إلى منزله الكائن في مدينة حمص لأكثرَ من مرّة وسألوا والده عن مكانة إقامته، وِفق ما نقل موقعُ قناة الحرّة الأمريكية.

كما أشار لاجئٌ آخر يقيم في مخيمات النازحين في لبنان أنَّ عودتَه إلى مدينة القصير مستحيلةٌ، مبيّناً أنَّ ميليشيا حزب الله استولت على منزله وتهدّدُه بالقتل فورَ عودته.

وتصدّرت قضيةُ عودة اللاجئين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد الحديث المتعلّق بمشهد اللجوء السوري بعدما أعادت الدولُ العربية فتحَ أبوابها أمام النظام مستأنفةً علاقاتٍ تمَّ تجميدُها لسنوات طويلة.

لكنَّ تقاريرَ حقوقية أكّدت أنَّ المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد لا تزال محكومةً بسياسة أمنيّة متوحّشة وأنَّ الأجهزةَ الأمنيّة التابعة للنظام لا تزال تخفي مصيرَ مئات آلاف المعتقلين والمفقودين.

كما تمنع حملاتُ التجنيد الإجباري في الخدمة الإلزامية أو الاحتياط بقوات الأسد معظمَ الشباب اللاجئين من اتّخاذ قرارٍ بالعودة إلى سوريا إضافةَ للثغرات في مراسيم العفو التي صدرتْ خلال السنوات السابقة.

مديرُ الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضلُ عبد الغني أوضحَ أنَّ العائقَ الأكبر لعودة اللاجئين السوريين هو الوضعُ الأمني المتوحش الذي تمارسه أجهزةُ نظام الأسد الأمنيّة.

ولفت عبد الغني إلى أنَّ نظامَ الأسد يتحدّث عن الخدمات لكي يحصلَ على الأموال وينهبَ القسمَ الأكبرَ منها، مؤكّداً أنَّ هذه سياسةُ النظام في تلقّي المساعدات منذ سنوات طويلة.

وأكّد أنَّ نظامَ الأسد لم يقدّم أيَّ ضماناتٍ للاجئين ويتوعّد باعتقال كلٍّ المعارضين حالَ عودتهم مضيفاً أنّ الأمرَ سينتهي بهم كمختفين قسرياً أو ضحايا تحت التعذيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى