أنقرة تتحدّى الإدارةَ الأمريكيةَ وتهدّد بإنشاءِ منطقةٍ آمنةٍ في شمالي سوريا بمفردِها

هدّد وزيرُ الدفاع التركي “خلوصي أكار” نظيره الأمريكي بأنّ بلاده ستضطرُ لإنشاء منطقةٍ آمنة في شمالي سوريا بمفردها، في حال لم يتمّ التوصل لاتفاق مع الإدارة الأمريكيةِ بخصوص ذلك.

وقال “أكار” يوم أمس الاثنين وفقاً لما نقلتهُ وكالةُ “الأناضول” التركية، إنّه أبلغ نظيرَه الأمريكي أنّ تركيا ستعمل على إنشاءِ المنطقة الآمنة في حال عدم التوصلِ لتفاهم مشتركٍ مع الولايات المتحدة.

كما وطالب “أكار” واشنطنَ بوقف دعم مقاتلي الميليشيات الكردية الانفصالية في الشمال السوري، وذلك خلالَ مكالمةٍ هاتفية أجراها مع وزير الدفاع الأمريكي الجديد “مارك إسبر”.

وشدّد “أكار” على أنّ تركيا هي الدولةُ الأنسبُ وصاحبةُ القوةِ القادرة على ضبطِ المنطقة الآمنة في سوريا، مؤكّداً على ضرورة مصادرةِ جميع الأسلحة التي بحوزة الميليشيات الكردية الانفصالية، وإخراجها من المنطقة الآمنة بشكلٍ كاملٍ.

وأوضح “أكار” أنّ عمقَ المنطقة الآمنة يجب أن يمتدّ إلى 30 أو 40 كيلومتراً من الحدود التركية داخل الأراضي السورية، مضيفاً بقوله: “كما أسلف رئيسُ بلادنا “رجب طيب أردوغان” الجمعة الماضي، إن لم نصل لتفاهمٍ مع الولايات المتحدة حيالَ المنطقة الآمنة ستضطر تركيا أن تشكّل المنطقة في سوريا بمفردها”.

وأردف “أكار” بأنّ تركيا لن تسمح بتشكيل حزامٍ إرهابي على حدودها الجنوبية، مبيّناً أنّ “بلاده لا تهدف إلى حماية أمنِها وأمنِ مواطنيها فحسب بل حماية الأكراد والعرب والأشوريين والمسيحيين والأيزيديين وبقية الإثنيات والطوائفَ الأخرى في المنطقة”.

وكانت قد كثفت تركيا والولاياتُ المتحدة مؤخراً المحادثاتِ بشأن إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، دون الوصولِ إلى اتفاقٍ واضح حتى الآن.

حيث تعتبر تركيا أنّ إنشاء المنطقةِ الآمنة يأتي من أجلِ الحفاظ على أمنها القومي، وتسعى إلى إفراغِ شريطها الحدودي مع سوريا من عناصر ميليشيا وحداتِ حماية الشعبِ الكردية الانفصالية، التي تصنّفها تركيا بأنّها “إرهابية”.

ولا يزال مصيرُ المنطقةِ الآمنة وعمقِها والطرفِ الذي سيكون صاحبَ القرار فيها مجهولاً، في ظلّ التصريحاتِ التركية المتصاعدةِ بإنشائها بمفردِها على طول حدودها مع سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى