إسرائيلُ تردُّ على تصريحاتِ وزيرِ الخارجيةِ الروسي في الجنوبِ السوري

هاجمت إسرائيل فجرَ الأربعاء مواقعَ عسكرية لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري بصواريخ أرض – أرض، وذلك بعدَ ساعات من موقف جديدٍ لروسيا حول الهجمات الإسرائيلية، الأمر الذي يبدو خلافاً بين الطرفين خاصةً بعد الموقف الإسرائيلي الداعمِ للولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية.

ولم تمضِ ساعات على التلميحات الروسية بأنَّها قادرة على عرقلة تنفيذ المشاريع الإسرائيلية عبرَ إجبارها على وقفِ هجماتها في سوريا، جاء الردُّ الإسرائيلي بأنَّها ماضية بسياستها لمواجهة التمركزِ الإيراني في الأراضي السورية.

وأعلنت وكالةُ أنباء نظام الأسد الرسمية “سانا” أنَّ إسرائيل استهدفت مواقعَ عسكرية لقوات الأسد في محافظة القنيطرة، بصواريخ أرض – أرض، وألحقَ خسائر مادية فقط، بحسب الوكالة.

ويرى الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” أنَّ التصريحات الروسية حول الغارات الإسرائيلية متقلّبةٌ، وليس لموسكو القدرة على منعِ إسرائيل من القيام بهجماتها خاصة في المنطقة الجنوبية من سوريا والتي تعتبر منطقةَ عمليات لها.

وأوضح في “النعيمي” في حديث لشبكةِ المحرَّر الإعلامية أنَّ روسيا أبرمت منذ تموز 2018 اتفاقية تنصُّ على إبعاد الميليشيات الموالية لإيران التي تهدّدُ الجانب الإسرائيلي بعمق بدأ بـ 45 كم وانتهى بـ 80 كم، ومن ثم وصل إلى تشغيل المسيّرات، الأمر الذي جعل الخارطةَ السورية بشكلٍ كامل منطقة عمليات لإسرائيل.

ويشير “النعيمي” إلى أنَّ المنطقة الجنوبية من سوريا هي بحدِّ ذاتها منطقة عمليات بالنسبة لإسرائيل، وليس لروسيا القدرةُ على منعها في حال قرّرتْ القيام بعملية جادّة، كما أنَّ تلَّ أبيب لا تخبر موسكو في حال وجودِ أيِّ عملية، لأنَّها تعتبر الجنوب السوري منطقةَ عمليات مفتوحة، وفقاً للنعيمي.

وما يدلُّ على ذلك، يوضّح الناشط السياسي ما جرى من مصالحات في الجنوب خلال الأشهر الماضية، وما رافقها من تهديدات لأهالي درعا، إلا أنَّ سلاحَ الجو الروسي لم يشاركْ بشكلٍ مطلق، واكتفت موسكو بعد ذلك بمناورات جويَّة مع نظام الأسد ووصلت بعضُ الطائرات إلى أجواء القنيطرة وعادت، لتقديم رسالة تطمينية للنظام بأنَّها موجودةٌ بشكلٍ مستمرٍّ، وأيضاً توجيه رسالة خجولة لإسرائيل أنَّها من الممكن أنْ تتواجد في هذه المنطقة، معتقداً أنَّ وصولَ الطائرات الروسية لهذه المنطقة جرى بالتنسيق مع إسرائيل.

وأشار إلى أنَّ وجود الميليشيات الإيرانية والتي قاربَ عددُها 100 ألف مقاتل، يتيح لإسرائيل بموجب الاتفاقية المُبرمة مع روسيا استهدافَ هذه الميليشيات وفقاً لقواعدِ الاشتباك التي تجري بشكلٍ مستمرٍّ.

ووفقًا للمعطيات على أرض الواقع، يعتقد “النعيمي” أنَّ إسرائيل جادّةٌ ومستمرّةٌ في عملية استهداف نقاطِ الميليشيات الإيرانية، ونقاط قوات الأسد التي تتعاون معها، وأنَّها غيرُ معنيّة بكلِّ الاتفاقيات التي تُبرم بين النظام وهذه الميليشيات، وعلى العكس من ذلك حذَّرت إسرائيل النظام من أنَّ استمرار وقوفه مع هذه الميليشيات سيعرِّض قواتِه للاستهداف المباشر وستكون مواقعُه العسكرية أهدافاً حقيقيةً للجيش الإسرائيلي.

ويرى “النعيمي” أنَّ تصريحات لافروف الخجولة لا تحمل أيَّ قيمة على الأرض ولا ترضي نظامَ الأسد وحليفته الأخرى إيران، وجاءت كردّة فعلٍ روسية على الموقف الإسرائيلي من الأزمة الأوكرانية، حيث أعلنت وقوفَها إلى جانب حليفتها التاريخية الولايات المتحدة في هذه الأزمة.

فريق التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى