إيرانُ تستغلُّ أزماتِ نظامِ الأسدِ الاقتصاديةَ وتعزّزُ حضورَها في قطاعاتِ الاقتصادِ

توصّل نظامُ الأسد لاتفاقٍ قبلَ أيام مع الاحتلال الإيراني, لمدِّه بالمشتقات النفطية مقابلَ دفعٍ آجل أو صفقات يبرمها القطاعُ الخاص, وفقَ ما كشف مصدر رفيع من العاصمة دمشق لـ”العربي الجديد”.

ويشدِّد نظام الأسد على تحديد مواعيد ثابتة لتوريد النفط في ظلِّ المعاناة من أزمات خانقة جرًّاء نقصِ المشتقات النفطية في الأسواق، بعد تراجع الإنتاج من 380 ألف برميل نفط خام عام 2011 إلى نحو 30 ألف برميل يسيطر عليها النظام اليوم.

وأكَّد المصدر لـ”العربي الجديد” أنَّ اليوم الاثنين، سيشهد اجتماعاً عن بُعدٍ “عبْرَ الإنترنت” لمناقشة فرص واستراتيجيات التجارة بين البلدين، نظّمته غرفةُ التجارة السورية الإيرانية المشتركة وسيحضره ممثلو اللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرَّة إلى جانب رجال أعمال من كلا البلدين.

وأضاف أنَّ نظام الأسد وعدَ الإيرانيين بتأسيس مصرف مشترك، بعد إصداره أخيراً، قانوناً بتأسيس مصارف التمويل الأصغر، ليقوم المصرف، حسب المصدر، بنقل الأموال والالتفاف على العقوبات المفروضة على البلدين والاستعداد لعملية إعادة الإعمار.

ويشير المصدر إلى أنَّ العاشر من آذار القادم, سيشهد تدشين خطٍّ بحري مباشر بين ميناء بندر عباس جنوبي إيران وميناء اللاذقية غربي سوريا، لنقل السلع والمنتجات وحتى الحاويات والنفط، من وإلى سوريا مرَّة كلَّ شهر مرشَّحةً للزيادة على حسب الطلب والحاجة.

واعتبر المصدر أنَّ نظام الأسد لجأ إلى الاحتلال الإيراني من جديد، بعد ما قِيل عن تنسيق الاحتلال الروسي مع المعارضة السورية لتأسيس مجلس عسكري يقود المرحلةَ الانتقالية “وتراجع الثقة مع موسكو وزيادة مخاوف نظام الأسد “كما أنَّ وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض وبدء ملامح انفراج العلاقات الأميركية الإيرانية ورفع الحصار، عامل إضافي شجّع البلدين على زيادة التبادل وفتح قطاعات جديدة لإيران بسوريا، كتأهيل معامل القطاع الحكومي الصناعي وشبكات الكهرباء”.

ويرى الاقتصادي السوري، “عماد الدين المصبّح” أن ما تسرب من تفعيل للعلاقات بين نظام الأسد والاحتلال الإيراني، يأتي ضمن ثنائية، ركنها الأول مسعى إيران الحضور على الأرض السورية بمبررات اقتصادية وإنسانية، بعد استمرار الاستهداف الإسرائيلي وحتى الأميركي، قبل أيام، لتنظيمات وميليشيات تابعة لها، قربَ الحدود العراقية.

والركن الثاني استعادة الأموال التي موَّلت نظامَ الأسد بها خلال حربه على الثورة والسوريين.

وأشار إلى أنَّ تلك المبالغ تصلُ إلى نحو 30 مليار دولار، وفقَ ما كشفه عضو لجنة الأمن القومي الإيراني، “حشمت الله فلاحت بيشه” في أيار العام الماضي.

وحول حجمِ التبادل التجاري وكفة الميزان، يضيف “المصبح” أنَّ حجم التبادل لم يصلْ إلى مئة مليون دولار العام الماضي، حصة إيران منه نحو 85 مليون دولار وصادرات سورية بنحو 15 مليوناً.

ويبيّن “المصبح” أنَّ التبادل التجاري بين البلدين، تراجعَ بأكثر من 600% بعد ثورة السوريين، إذ كان حجم التبادل عام 2011 نحو 550 مليون دولار، ووصلت قيمة التبادل قبل عام 2011 إلى نحو مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى