
إيقافُ دعمِ المؤسساتِ الطبيّةِ ينذرُ بكارثةٍ إنسانيّةٍ في شمالِ غربِ سوريا
فريق التحرير – شبكة المُحَرَّر الإعلامية
في ظلّ الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها محافظةُ إدلب خلال فصلِ الشتاء لهذا العام، فقد توقف دعم 16 منشأةً طبيّةً، منذ بداية فصل الشتاء، حيث كانت تغطي تلك المنشأتُ مختلفَ مجالات الرعاية الصحية للمواطنين شمالَ غرب سوريا.
لتطلقَ مديريةُ صحة إدلب حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوءِ على توقّف الدعم لعددٍ من المشافي العاملة في مناطق شمالَ غرب سوريا، و الذي يهدّد حياةَ مئات الآلاف من المدنيين الذين يحتاجون للرعاية الصحية، وفي منتصف شهرِ كانون الثاني لهذا العام، قالت مديرية صحةُ إدلب عبرَ صفحتها الرسمية، إنَّ 14 منشأة طبيّة توقّف دعمُها منذ ثلاثةِ أشهر، لتطلقَ مديريةُ الصحة وسمَ #ادعموامشافيالشمال للتأكيد على ضرورة تقديمِ الدعم لمشافي المحافظة، ولتفادي أزمةٍ إنسانية وشيكة في ظلّ انتشار فصيلةٍ جديدة من فايروس كوفيد-19 والذي يحمل اسم المتحور أومكرون.
وفي لقاء خاص لشبكة المُحَرَّرِ الإعلامية، مع مدير صحة إدلب، الدكتور سالم عبدان، الذي قال ” إنَّ عددَ المنشآت الطبيّة الغيرَ مدعومةٍ انخفض منذ إطلاق الحملةِ الأخيرة، حيث أنَّه لايوجد دعمٌ ذاتي أو مستدام للقطاع الصحي بشمال غرب سوريا وإدلب وذلك بسبب حالة الحربِ وعدم وجود جهة رسمية معترفٍ بها دولياً، إنّما يعتمد القطاعُ الطبي على الدعم المُقدّم من قِبل المانحين الدوليين عن طريق المنظمات الإنسانية العاملة في محافظةِ إدلب.
وبحسب مديرِ صحة إدلب، فإنَّ الدعمَ المُقدَمَ هو عبارة عن مشاريع تنتهي بانتهاء الفترة المحدّدة للمشروع، والتي تتراوح بين 6 أشهر إلى سنتين كما قال :” إنَّ دعمَ أيِّ مشفى أو مركزٍ صحي هو دعمُ إنقاذِ حياةٍ وغير دائمٍ وعند انتهاءِ مدّة المشروع يتوقّف تمويلَ المشفى أو المركز الصحي”.
كما قال مديرُ الصحة خلال حديثه مع شبكة المُحَرَّر، إنَّ صحةَ إدلب والمنظمات الداعمة تبحث عن مانحيين للقطاع الطبي وذلك من خلال التنسيقِ مع قطاع الصحة (التابعِ لمنظمة الصحة العالمية)في تركيا.
إلا أنَّ انتشارَ وباء كوفيد-19 و انعدامَ وجودِ الدعم لمواجهة الجائحة وتردّي الوضع الاقتصادي العالمي، إضافةً إلى انخفاضِ التمويل الإنساني لشمالِ غرب سوريا، يحدُّ من تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في شمالِ غرب سوريا، والتي تغطّي 95٪ من الاحتياجات إذ تعتبرُ جودةُ الخدمات المُقدّمة هي الأفضل مقارنةً بباقي المناطق، وذلك وفقاً لمدير صحة إدلب
ومع انتهاء فترةِ الدعم للعديد من المشافي والمنشآتِ الطبيّة بانتهاء ، يزيد العبء على القطاع الصحي خصوصاً المشافي المدعومة، إلا أنَّ مديرية الصحة تلقّت وعوداً بتقديم الدعم لعددٍ من المنشآت والمراكز الطبية خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وقال مدير صحة إدلب إنَّه سيتمُّ دعمُ عددٍ من مشافي محافظة إدلب مع بداية شهر شباط من قِبل منظمة الـ OCHA كما تعمل مديرية الصحة على تأمين الدعمِ اللازم من خلال التنسيق مع كلاستر الصحة ومنظمةِ الصحة والعالمية.
كم وعدتْ منظمةُ الصحةُ العالمية أنَّها ستقدّم الدعمَ لعددٍ من المشافي خلال الأسابيع القادمة بالإضافة لعددٍ من مراكز الرعايةِ الأولية ومشافي في ريفِ حلب.
إلا أنَّ 8 مشافٍ لم تتلقَ الدعمَ بحسب مديرية صحة إدلبَ وهي مشافي “كفرتخاريم نسائية، المدينة كللي للنسائية.
للنسائية والأطفال، الداخلية إدلب، حريتان للنسائية والأطفال، النفسية في سرمدا، ومشفى كفرتخاريم وسيم حسين، ومشفى الرجاء في قاح”
في حين تعمل المشافي في شمالِ غرب سوريا بالحدِّ الأدنى وبشكلٍ تطوّعي، وذلك حتى انتهاء المواد التشغيلية لديهم، بحسب مديرِ الصحة.
في حين يرى مديرُ صحة إدلب أنَّ الحلول المثلى لتحسينِ الوضعِ الطبي في إدلب، هو وجودُ حلٍّ سياسي يسمح بوجود مواردَ ذاتيّة مُستدامة لدعمِ القطاع الصحي، حيث تعمل المؤسسات والمنشآت الطبية في شمال غربِ سوريا من خلال الدعمِ المُقدم من قِبل المانحين ضمن الحلول الإسعافية، وهذا ما يجعل كلَّ المؤسسات رهنَ المشاريع والدعم الوارد من قبل المانحين، حيث أكّد مدير الصحة أنَّه يوجد مساعٍ لإيجاد مانحيين لهذه المشافي لاستمرار عملِها وعدم توقّفها بالتعاون مع الشركاء من المنظمات الإنسانية.
الجديرُ ذكرُه أنَّ القطاع الطبي في شمالِ غرب سوريا تعرٍض لهجمات سابقة من قِبل نظام الأسد وميليشيات الاحتلال الروسي بهدفِ تدميرِه، وإيقافُ الدعم يكملُ ما يسعى اليه النظام وروسيا لا سيما أنَّ هذه المؤسسات تقدّم الرعاية الصحية لـ 60 ألفَ مريضٍ بشكلٍ شهري ، وهذا ما يهدّدُ بانهيار القطاع الطبّي.