الأممُ المتحدةُ تحذّرُ من معاناةِ الملايين في حالِ عدمِ تجديدِ آليةِ إيصالِ المساعداتِ عبرَ الحدودِ في سوريا

حذّرت الأمم من أنَّ الملايين في سوريا سيعانون في حال فشلِ مجلس الأمن في تجديد آلية إيصالِ المساعدات الإنسانية المنقذةِ للحياة إلى شمال غرب سوريا عبرَ الحدود التركية. 

ومن المقرّر أنْ ينتهيَ سريانُ مفعول القرار رقم 2642، والذي يتمُّ بموجبه تجديدُ الآلية، في 10 كانون الثاني 2023، أي في غضون أقلِّ من أسبوع.

وقال المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الأربعاء في ردّه على سؤال بشأن الجهود الأممية الجارية في هذا الخصوص وما إذا كانت المنظمةُ الدولية مستعدّةً للعمل بخطط بديلة في حال عدمِ تمديد القرار، “ظللنا واضحين جدّاً بشأن الحاجة إلى تمديد الآلية”، مشدّداً على أنّ “إيصال المساعدات عبرَ الخطوط ضروريٌّ للغاية ونحن نواصلُ العمل في هذا الجانب”.

وأوضح دوجاريك أنَّ الأمم المتحدة لديها خطةٌ طوارئ، لكنّه شدّد على أنَّ عمليةَ إيصال المساعدات عبرَ خطوط التماس لن تفيَ بالاحتياجات ولن تكونَ بديلةً لعملية إيصال المساعدات عبر الحدود.

وأضاف المتحدّث، أنَّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والسيدَ مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسّقَ الإغاثة في حالات الطوارئ كانا واضحين للغاية بشأن الأهمية القصوى لاستمرار هذه العملية، مبيّناً أنَّ غريفيثس والعاملين في المجال الإنساني يتابعون هذا الأمرَ عن كثب، وستبقى الأمم المتحدة على استعداد وانخراط مع الدول الأعضاء.

في السياق ذاته، دعا خبراءُ أمميون في مجال حقوق الإنسان، مجلسَ الأمن إلى تجديد القرار الحالي بهدف توفيرِ المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين في شمالِ غرب سوريا.

وأكّد الخبراء في بيان أنَّ المساعدةَ عبر الحدود تُعدُّ وسيلةً أساسية للوصول إلى 4.1 مليون شخصٍ محتاجٍ في تلك المنطقة.

وأشاروا إلى أنَّ النظم الصحية الضعيفة والهشّة والمعطلةَ المصحوبة بحالات الطوارئ الصحية العامة المتزامنة والتحدّيات العديدة لا تؤثّر فقط على الوصول إلى الخدمات الصحية وتوافرها وقبولها وجودتها في جميع أنحاء سوريا، بل تؤثّر أيضاً على الرفاه الجسدي والعقلي للمجموعات السكانية في الأوضاع الهشة.

وقال الخبراء إنَّ الأمم المتحدة تصلُ شهرياً إلى 2.7 مليون سوري بالمساعدة عبر الحدود بفضل قرارِ مجلس الأمن، وقدّروا أنَّ 80 في المائة من هؤلاء الأشخاص هم من النساء والأطفال الذين يواجهون أعباءَ ومخاطرَ إضافية على صحتهم الجسدية والعقلية نتيجةَ عدم تلبية احتياجاتهم الروتينية والطارئة للصحة الجنسية والإنجابية.

وأكّد الخبراءُ الأمميون عدمَ وجود بديل مماثل للمساعدات عبرَ الحدود للوصول إلى 4.1 مليون شخصٍ يحتاجون إلى المساعدات.

وبرغم أهمية جميعِ الوسائل، فقد وجدت تقارير الأمين العام للأمم المتحدة حول عمليات سوريا عبرَ الحدود مراراً وتكرارا أنَّ المساعدةَ عبر خطوط الصراع لا تزال غيرُ كافية لتلبية الاحتياجات العاجلة والمتزايدة، وفقاً للخبراء.

وأعرب الخبراءُ عن قلقهم بشأن مخاطرِ زيادةِ الجوع بين السكان، وعدم وصول المرضى إلى الرعاية الصحية المناسبة وفي الوقت المناسب، على الرغم من الدعم المُقدَّم من المجتمع المدني والمنظمات الدولية والوطنية الأخرى لتوسيع نطاق أنشطة الاستجابة الإنسانية.

وأبدى خبراءُ الأمم المتحدة قلقاً عميقاً من أنَّ الحرمانَ الناجم عن إنهاء عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود سيؤدّي إلى حدوثِ وفيات يمكنُ تفاديها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى