إيكونوميست: أموالُ الإماراتِ لن تدفعَ نظامَ الأسدِ إلى رمي حُماتِه الإيرانيينَ

ذكرت مجلة “إيكونوميست” أنَّ زيارة رأس نظام الأسد إلى الإمارات الأسبوعَ الماضي ولقاءَه قاداتها دليلٌ على تراجع تأثير الولايات المتحدة على حلفائها.

المجلة وصفتْ في تقريرها الذي حمل عنواناً، “جاء الربيع لبشار.. الديكتاتور السوري المنبوذ يعود إلى العالم العربي”، الزيارة بأنَّها “متوقعة وصادمة”، لأنَّ الإمارات قضت السنوات السابقة وهي تقوم بمحاولات تقاربٍ معه.

وتقول المجلة إنَّ الإمارات ترى أنَّ عزلَ رأس نظام الأسد لم ينجح، وجعله منبوذاً لم يفشلْ فقط، بل زاد من اعتماده على إيران.

وقالت إنَّه عندما سُئل الإماراتيون عن استقبالهم لرأس نظام الأسد وأنَّهم يعزّزون من قوته، ردّوا بسلسلة من مظاهر الفشل الغربي، مثلِ تراجع الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” عن خطّه الأحمر ضدَّ نظام الأسد إذا استخدم السلاح الكيماوي عام 2013، وأضافوا أنَّ بقاء الأسد في السلطة، هو في النهاية جاء نتيجةً للسياسة الغربية.

وأشارت المجلة إلى أنَّ هذه الاتهامات ليست بدون قيمة أو جدوى، فالحكوماتُ الغربية دعت لسقوط نظام الاسد عام 2011، لكنَّ دعمَها للمعارضة السورية ظلَّ متردّداً، كما أنَّ العقوبات المؤلمة التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على الديكتاتور لم تؤدِ إلى تغيير سلوكه.

وأوضحت المجلةُ أنَّ الإماراتيين فسّروا بدقّة سببَ استقبالهم لرأس نظام الأسد لكنَّهم لم يقدّموا تفسيراً واضحاً عما يمكن تحقيقُه من الزيارة.

ولفتت إلى أنَّ سوريا تبدو للإمارات مكاناً رهيباً للاستثمار، وثمّة مشاريع قد تكون مربحة، فشركة موانئ دبي العملاقة راغبةٌ بالاستثمار في طرطوس على البحر الأبيض المتوسط، لكن إذا اشترى الإماراتيون موافقةَ رأس نظام الأسد، فإنَّه مثل والده، ماهر في استخدام ورقة إيران والدول العربية.

وتؤكّد المجلةُ أنَّ نظام الأسد”ليس لديه مودّةٌ تجاه دول الخليج، فقد وصفَهم مرّة بأنَّهم “أشباه رجال” لفشلهم في دعم ميليشيا “حزب الله” في حربها ضدَّ إسرائيل عام 2006.

كما أنَّه لايوجد ما يدعو للثقة أنَّ مال الإعمار والمساعدات ستدفع نظامَ الأسد إلى رمي حُماته الإيرانيين أو أنَّ سوريا الديكتاتورية والفاسدة ستكونُ عامل استقرار وخير للمنطقة.

وحول موقف أمريكا من الزيارة، تقول المجلة، إنَّه في الماضي، كان من الصعب تخيّلُ دول الخليج تتصرّف بطريقة لا ترضي أمريكا، فالإمارات محبطةٌ من الولايات المتحدة، لأنَّها تريد تركَ المنطقة.

وأضافت، “أمريكا ليست غائبة، ولكن سياستها غيرُ متماسكة، وتريد نهاية الأسد، لكنَّئها سمحتْ له بالبقاء، كما أنَّ سياستها تجاه إيران تتغيّرُ في كلّ عامٍ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى