ازديادُ المواقعِ العسكريّةِ الأجنبيّةِ في سوريا
كشف “مركز جسور للدراسات” عن ازدياد المواقعِ العسكرية الأجنبية في سوريا، على رأسها المواقعُ العسكرية التابعةُ لإيران، رغم تعرّضِ الأخيرة لضربات إسرائيلية في مناطقَ وأزمانٍ متفرّقةٍ.
جاء ذلك في تقرير جديد للمركز أنتجه بالتعاون مع “مؤسسة إنفورماجين لتحليل البيانات”، وأورد خلاله مجموعةً من الخرائط والرسومِ التحليليّة للمواقع العسكرية للقوات الخارجية في سوريا حتى منتصفِ عام 2023.
ووفقاً للتقرير، فقد شهدت المواقعُ العسكرية للقوى الخارجية في سوريا زيادةً ملحوظةً، إذ وصل عددُها إلى 830 موقعاً مع حلول حزيران من العام الجاري بعدما كان عددُها 753 موقعاً في منتصف عام 2022.
وأوضح التقرير، أنَّ القواعدَ والنقاطَ العسكرية للقوات الأجنبية في سوريا موزَّعة بين الدول التي تشكل القوى الخارجية المتحكّمة بالمشهد السوري، وهي، “التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران”.
وأشار إلى أنَّ المواقع الإيرانية العسكرية في سورية وصلت إلى 570 موقعاً، وهي الأكثرُ نفوذاً في الخريطة السورية، تليها تركيا التي يتبع لها 125 موقعاً، ثم روسيا التي حازت 105 مواقعَئ، يليها التحالف الدولي ضدَّ “داعش”، الذي تقوده واشنطن، ولديه 30 موقعاً.
ولفت التقرير إلى أنَّ عددَ المواقعِ “لا يعكس حجمَ القوة الحقيقية”، مؤكداً أن الولايات المتحدة التي تقود التحالفَ ما زالت الأكثر تأثيراً في المشهد العسكري، رغمَ أنَّ مواقعها في سوريا هي الأقلُّ من ناحية العدد، مشيراً إلى أنَّ النقاط والقواعد والمواقع العسكرية تتفاوت من حيث العددِ والعتاد والمهام المنوطةِ بها.
وبيّن أنَّ القواعدَ الأجنبية في سوريا تمتلك مهمّاتٍ مختلفة، فقواعدُ التحالف الدولي مسؤولةٌ عن القضاء على تنظيم “داعش” وضمانِ عدم عودته وتحقيقِ الردع ضدَّ روسيا وإيران، أما مهمّةُ المواقعِ التركيّة، فهي “حمايةُ الأمن القومي التركي من خلال الحفاظِ على مناطق انتشار القوات التركية ودعمِ فصائل المعارضة السورية ومحاربةِ حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري”.
أما مهمّةُ المواقع الروسية فهي “العمل على تحقيق مصالح روسيا على المستوى الجيوسياسي عبرَ تأسيس وجودٍ دائمٍ لها شرقي المتوسط”، وتسعى المواقع الإيرانيّة “لاستكمال السيطرة على الإقليم والمنطقة بين طهران وبيروت مروراً بدمشق ووصولاً إلى المتوسّط”.
وبحسب التقرير، فقد زادت إيران من حضورَها العسكري في الجنوب السوري، مستفيدةً من تخفيض روسيا التزاماتها أمام إسرائيلَ في المنطقة، بسبب موقفِ الأخيرة من الصراع في أوكرانيا، وأشار إلى أنَّ إيرانَ زادت في الفترة بين منتصف عامَيْ 2022 و2023 عددَ مواقعها في سوريا من 469 إلى 570، وهي عبارةٌ عن 55 قاعدةً عسكريّةً إلى جانب 515 نقطةً متوزّعةً على، “117 موقعاً في حلب، و105 في ريف دمشق، و77 في دير الزور، و67 في حمص، و44 في درعا و33 في القنيطرة، و29 في حماة و27 في إدلب، و17 في اللاذقية، و16 في الرقة، و15 في السويداء، و9 في طرطوس، و7 في دمشق و7 في الحسكة”.