استعدادتٌ لإطلاقِ حملاتِ تطعيمٍ ضدَّ وباءِ الكوليرا شمالَ غربِ سوريةَ

تشهد المناطقُ المحرّرةُ شمالَ غربي سوريا، استعداداتٍ لإجراء حملةِ تطعيم مرتقبةٍ بلقاح الكوليرا مع وصول جرعات من اللقاح إلى المنطقة قبلَ أيام. وأرسلت منظمة الصحة العالمية قبل 10 أيام لقاحاتِ الكوليرا إلى مناطقِ الشمال السوري المحرَّر، بعد نحو 4 أشهر من بدء تفشّي المرض.

وشهد الشمالُ السوري خلال الأشهر الماضية آلافَ الإصابات بالمرض، الذي تسبّب بوفاة العشرات، في ظلِّ ضعفِ البنية التحتية الصحية وعجزِ الإدارات المحلية والمنظمات عن وقفِ تفشيه.

وأسهم في تفشي المرض كثرةُ مخيّمات النازحين التي تفتقد لشروط النظافة، وكذلك نقصِ المياه الصالحة للشرب، والتلوّث الناجم عن مشاكلَ في شبكات الصرف الصحي.

وكانت المنظمات المحلية ومعها السكانُ انتقدت المنظمات الدولية لتباطُؤها في إرسال اللقاحات إلى الشمال السوري المكتظّ بالمخيّمات، على الرغم من إرسالها مليوني جرعةٍ إلى مناطق سيطرة النظام في وقت قصير.

وقال رئيسُ اللجنة التقنية في فريق لقاح سوريا، الدكتور ياسرُ نجيب، إنَّهم استلموا مليون و 700 ألفِ جرعةٍ من لقاحات الكوليرا. وأضاف أنَّ عمليةَ استجرار التمويل اللازم لتنفيذ حملة التطعيم تجري كما هو مخطّطٌ لها، حسبما نقلت “الأناضول”.

ولفت على أنَّهم يعملون في نفس الوقت على إعداد الخططِ وتعيينِ الكوادر التي ستنفّذ الحملة وتدريبِها وتوفيرِ باقي اللوجستيات.

وتابع: “كلُّ الجهود تُبذل لتنفيذ الحملة قبل حلولِ شهر رمضان، الحملةُ ستكون بطريقة الفٌرقِ الجوالة من بيت لبيت ومن سوق لسوق ومن مدرسة لمدرسة لتشملَ كلَّ الأشخاص بعمرٍ أكبرَ من سنة واحدة”.

وأشار نجيب أنَّ الحملة ستستمرُّ 10 أيام عملٍ وسيشارك فيها أكثرُ من 1400 فريقٍ، و كلُّ فريق سيتألف من متطوّعين اثنين ذكر وأنثى.

وأوضح أنَّ الحملة ستنفّذ في المناطق الأكثرِ خطورةً وذاتِ الكثافة الكبرى بالمخيّمات والتي سجّلت أعلى نسبةً من الإصابات في الفترة السابقة.

وبيّنَ أنَّ المناطق المذكورة هي نواحي بلدات معرة مصرين والدانا وسرمدا والمخيّمات المحيطة بهما، وكافة ومخيمات أطمة إضافةً إلى مدينة اعزاز ومخيّماتها وقراها.

وشدّدَ على ضرورة اللقاح باعتباره أحدَ الإجراءات الهامّة في مكافحة وباء الكوليرا، مؤكّداً على أهمية “إجراءاتِ سلامة مياه الشرب وتعقيمها وتعريفِ السكان بإجراءات سلامة الطعام والشراب وغسلِ الأيدي بالماء والصابون وغسلِ الخضار والفواكه جيداً”.

نصح الدكتور بـ”اللجوء سريعاً للطبيب عند الإصابة بالإسهال، لأنَّ الكوليرا قد تكون شديدةً وتؤدّي للجفاف والموت إذا لم يتمَّ العلاجُ فوراً”.

وظهرت أوّلُ حالات الكوليرا في سوريا في أيلول من العام الماضي لتتفشّى بعد ذلك سريعاً، وتصيبَ الآلاف من المواطنين متسبّبة بوفاة العشرات. والكوليرا مرضٌ ينتقل عن طريق المياه، ويسبب إسهالاً حادّاً يهدّد الحياة إذا لم يخضعْ للعلاج، ويتعرّضْ الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتقلُّ أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى