استمرارُ الاشتباكاتِ في ديرِ الزورِ والعشائرُ العربيةُ تطالبُ بإدارةٍ مدنيّةٍ لا تخضعُ لميليشيا “قسدٍ”

تستمرُّ الاشتباكاتُ في ريف دير الزور بين عناصرِ مجلسِ دير الزور العسكري مدعوماً بمقاتلي العشائر العربية من جهةٍ، وميليشيا “قسد” من جهةٍ أخرى في عدّة مدنٍ وبلدات بريف دير الزور، وذلك لليوم الرابع على التوالي، وسطَ دعواتٍ صدرت من شيوخ العشائر للتحالف الدولي تطالبه بدعم تشكيلِ إدارة مدنيّة في المحافظة بعيداً عن سيطرة “قسدٍ”.

وأفادت شبكةُ “فرات بوست” المحليّة بأنَّ اشتباكاتٍ اندلعت في مدينة البصيرة على خلفية هجومٍ شنّه مقاتلو العشائر على مقرّ القيادة العامة لـ “قسدٍ”، كما شنّ المقاتلون هجماتٍ متفرّقةً على مواقع للميليشيا في بلدات الطيانة وجديد بكارة وجديد عكيدات وذيبان.

وقالت الشبكة إنَّ عدداً من عناصر “قسد” انشقّوا خلالَ المواجهات وسلّموا أنفسهم لمقاتلي العشائر.

ووثّقت مصادرُ حقوقية مقتلَ 5 مدنيين بينهم طفلتان وامرأة منذ اندلاعِ الاشتباكات، بالإضافة لمقتل العشراتِ من المسلّحين العشائريين وعناصر “قسد”، بينهم 5 من أبناء إدلبَ بقوات الشمال الديمقراطي التابع للميليشيا، كما أصيب مالا يقلُّ عن 15 جريحاً من المسلّحين العشائريين، ومن “قسد” نتيجةَ تلك الاشتباكات.

في السياق، أصدر اثنان من شيوخ العشائر بياناً، طالبا خلاله التحالفَ الدولي بالتدخّل ودعمِ تشكيل “إدارة مدنية” جديدةٍ في دير الزور.

شيخ عشيرة العكيدات إبراهيم خليل الهفل، دعا إلى توحيد الصفِ والكلمة في مواجهة “قسد”، مؤكّداً على أنَّ “الحراك عشائري بشكلٍ مطلقٍ وليس كما تدّعي قسدٌ أنَّه تحرّكٌ لخلايا إرهابية”، بحسب تسجيل صوتي نشرته شبكة “فرات بوست”.

وطالب الهفل خلالَ التسجيل، التحالفَ الدولي بدعم تشكيلِ مجلس قيادة عسكري من أعيان عشائر دير الزور، على أن يكونَ الاتصالُ مباشراً مع التحالف الدولي “لضبط الأمن والأمان وتأمين الخدمات في المنطقة”.

كما طالب شيخُ عشيرة البكير عبد العزيز الحمادة، في بيانٍ مصوّر، التحالف الدولي بتحمّل مسؤولياته بصفته الجهةَ المسيطرةَ على الأرض والداعمة لـ “قسد”.

وشدّد الحمادة على أنَّ “الصراعَ الذي تشهده دير الزور بين العشائر وقسد ليس نتيجةَ اعتقال مجموعةِ أشخاص، لا سيما أنَّهم موظفون عند قسد وسخّروا أنفسهم لخدمتها، بل هو نتيجةٌ متوقّعةٌ لسلسلة الأخطاء التي ارتكبتها القيادةُ المُعيّنة من قسدٍ دون الرجوع إلى رأي الشخصيات المهمّة في المنطقة على مدار السنوات الخمس الماضية”.

كذلك طلب الحمادة من التحالف الدولي، دعمَ تشكيل إدارةٍ مدنيّة جديدة “تعبّر عن إرادة الأهالي وتتمتّع بالشفافية والكفاءة”، كما طالبه بضمان عدم تكرار “أخطاء الإدارة السابقة العسكرية والمدنيّة التي سخّرت إمكانياتها لتحقيق مصالحها الشخصية ضاربةً بعرض الحائط استقرارَ دير الزور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى