اشتباكاتٌ بالأسلحةِ بينَ قواتِ الأسدِ ومسلحينَ في السويداءِ

كشفتْ مصادرُ إعلاميّةٌ محليّة عن اندلاع اشتباكات عنيفةٍ بين مجموعة محليّةِ مسلّحة من جهة وبين قوات عسكرية وأمنيّة تتبع لنظام الأسد من جهة أخرى، على خلفية توتّرٍ متصاعدٍ إثرَ اعتقال شابٍ بسبب مشاركتِه في مظاهرات سلمية بالسويداء جنوبي سوريا.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أنَّ مجموعة محليّة مسلّحة حاولت اختطافَ عناصر أمنيّة، ردّاً على اعتقال الشاب “نورس تيسير أبو زين الدين”، في دمشق أمس الأحد، في حين وقعَ تبادلُ إطلاق نارٍ أدّى لمقتل شادي وفيق علبي، وهو قائدُ مجموعة مسلّحة وجرحى من الطرفين.

وقالت في شبكة “السويداء 24″، إنَّ المجموعة انسحبتْ إلى مدينة شهبا بعدَ الاشتباكات، وانتشرت قواتٌ من حفظ النظام والأمن في مدخل مدينة السويداء وسطَ حالةِ استنفارٍ شديد، وأكّدت تضرّر سيارات ومنازلَ جرَّاء إطلاقِ النار.

وذكرت أنَّ الليلة الماضية وجَّه ناشطون دعوةً لوقفة احتجاجيّة أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإطلاق سراحِ الشاب الذي جرى اعتقالُه إثرَ مشاركته في مظاهرات السويداء، لكنَّ الأحداث تطوٍرت لقطع مجموعة مسلّحة الطريقَ ثم تعرّضِها لهجومٍ من قوى الأمن.

ونوّهت إلى أنَّ نظام الأسد أرسل تعزيزات أمنيّة من حفظ النظام والمهامِ الخاصة إلى مدينة السويداء خلالَ الأسابيع الماضية، وتدخّلت تلك القوات بشكلٍ مباشر في عدّةِ حوادث واشتبكت عدّةَ مرّاتٍ مع مجموعات أهليّة، لكنَّها المرَّة الأولى التي يسقط فيها قتيلٌ منذ بدء تطبيقِ إجراءات أمنيّةٍ جديدة.

وتناقلت صفحاتُ محليّة في محافظة السويداء منشوراً ينصُّ على أنٍَه “تهديد مباشر للأجهزة الأمنيٍة وأجهزة دولة العهر القمعية”، حول اعتقال الشاب ذاته، ويشير إلى أنَه معتقلٌ بسبب أنَّه خرج للتظاهر سلميّاً في مظاهرات “بدنا نعيش”، وهو وحيد لأمّه بعد وفاةٌ والده.

وأفادت مصادرُ إعلاميّة محليّة في محافظة السويداء قبلَ أيام قليلة بأنَّ قوات الأسد شرعت بتدشيم مشفى السويداء الوطني، وسط تعزيزاتٍ أمنيّة كبيرةٍ تابعة لقوى الأمن الداخلي والفرقة 15 التابعة لجيش النظام جنوبي سوريا.

هذا ويرى ناشطون أنَّ التدخل الأمني المتكرّر في السويداء يحمل دلالاتٍ على توجّهٍ جديدٍ من السلطات، للتعامل مع الموقف الأمني في المحافظة، وذلك في أعقابِ اجتماع مغلقٍ للجنة الأمنيّة في السويداء، إثرَ ورود تعليمات جديدة من نظام الأسد تتعلّق بالملفِّ الأمني، وفقَ مصادر إعلامية محليّة.

وتجدر الإشارةُ إلى أنَّ مخابرات النظام أقدمت على اعتقال العديدِ من الأشخاص بينهم طلابٌ ونشطاء من أبناء محافظة السويداء خلال الأشهرِ الماضية على خلفية مشاركتِهم بمظاهرات شهدتها المحافظة في كانون الأول 2020 الفائتِ، وجرى الإفراج عن بعضهم بعدَ موجة استياء كبيرة على مواقع التواصلِ أو عبرَ صفقات تبادلٍ مع ضبّاطٍ وعناصرَ يجري إلقاءُ القبضِ عليهم من قِبل مجموعات محليّة مسلّحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى