الأسدُ يستغلُّ حالةَ التوترِ بينً العشائرِ وميليشيا قسد لمصلحتِهِ
دخل نظام الأسد على خط التوتر بين عشائر في دير الزور وميليشيات قسد، إثرَ وقوع العديد من عمليات الاغتيال التي طالت بعضَ زعماء تلك العشائر، وأبرزها اغتيال أحد زعماء عشيرة العكيدات، مطشر الهفل، مطلعَ آب الحالي، ويسعى نظام الأسد لاستغلال هذه التطورات لمصلحته، محاولاً تفعيل شعار “المقاومة الشعبية” ضدّ الوجود الأميركي في المنطقة.
وفي الآونة الأخيرة، بات نظام الأسد يشجّع بصورة متزايدة على التظاهر والاحتجاج ضدّ القوات الأميركية وقوات “قسد”، فضلا ًعن اعتراض الدوريات الأميركية كما حدثَ قبل يومين في ريف القامشلي، مستغلاً حالة الاحتقان الشعبي ضدّ “قسد” وممارساتها بحقّ الأهالي، مثل عمليات الاعتقال العشوائية وسَوق الشبان للتجنيد في صفوفها.
في إطار استثماره هذه الحوادث، شجّع الأسد بعضَ أهالي محافظة الحسكة على تنظيم وقفتين احتجاجيتين أمام القصر العدلي في مدينة الحسكة، وأمام المركز الثقافي في القامشلي، يوم الثلاثاء الماضي، استنكاراً لـ”العدوان الأميركي” على حاجز قواته في ريف مدينة القامشلي. وبحسب وكالة “سانا” للأنباء التابعة للنظام، فإنّ المشاركين في الوقفتين “ندّدوا بالعدوان الأميركي، ودعوا إلى مقاومة الاحتلال الأميركي والالتفاف حول الجيش، وتفعيل دورِ المقاومة الشعبية، لطرد المحتل الذي ينتهك السيادة السورية ويسرق الثروات”. كما يحاول النظام استمالةَ العشائر العربية شرقي الفرات، مستغلّاً حالةَ الاحتقان الشعبي ضدّ “قسد” وممارساتها بحقّ الأهالي، مثل عمليات الاعتقال العشوائية وسوق الشبان للتجنيد في صفوفها، واستئثارها بالثروات النفطية وبالقيادة في مناطق ذات أغلبية عربية، مستقوية بالدعم الأميركي.
وقد عقدت على مدار الأسبوعين الماضيين عشائر في دير الزور اجتماعات مستقلة، لتأكيد مواقفها من قسد، وأخرى مع قسد بحضور ممثلين من التحالف الدولي في محاول من الأخير لتهدئة التوتر بين الطرفين.
وبحسب ما ذكر موقع الخابور المحلي أنّ عشيرة البكارة رفضت طلباً أميركياً بتسليم الأسلحة التي صادرتها، السبت الماضي، بعد وقوع مواجهاتٍ بين أبناء العشيرة وعناصر من ميليشيا قسد في قرية جديد بكارة بريف دير الزور شرقي سورية، وذلك بعدما التقى وفد من أبناء العشيرة بممثلين عن الجيش الأميركي في قاعدة حقل العمر النفطية. وطالب الوفد بطرد عناصر قسد من المنطقة، وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم التدخّل في شؤون القبائل العربية، وحثّ على ضرورة الكشف عن هوية مرتكبي عمليات الاغتيال التي استهدفت وجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة، وتسليم أمور المنطقة لمجلس عشائري محلي. وكانت قوة تابعة لقسد، حاولت يوم السبت الماضي، اقتحام قرية جديد بكارة بهدف اعتقال القيادي في مجلس دير الزور العسكري، خليل الوحش، لكنّ الأهالي تصدّوا لها.