الأممُ المتحدةُ: الوضعُ الإنسانيُّ في إدلبَ مازالَ مقلِقاً

قالت “أورسولا مولر”، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، التي تحدّثت في مجلس الأمن أمس الخميس قبل التصويت على مشروعي القرار ، إنّ وقف إطلاق النار أحادي الجانب الذي أعلنه المحتل الروسي في 30 من آب أدّى إلى تراجع القتال في منطقة “وقف التصعيد” في إدلب, ومع ذلك فإنّ انعدام الأمن لا يزال قائماً.

وأشارت إلى أنّ الوضع الإنساني في شمال غرب سوريا لا يزال ينذرُ بالخطر.

وقالت “أورسولا مولر”، إنّه “من المهم أنْ تستمر الإغاثة التي تمسّ الحاجة إليها للمدنيين، وأنْ يتمّ تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى جميع المدنيين المحتاجين وأنْ تتمّ حماية البنية التحتية المدنية”.

وأضافت على الرغم من انخفاض القتال، لا تزال هناك علامات مقلِقة لانعدام الأمن في شمال غرب سوريا.

وقالت مولر: “واصلت القوات البريّة تبادل إطلاق النار في جنوب إدلب وشرق اللاذقية ووردت تقارير عن غارات جويّة في وسط وشمال إدلب الأسبوع الماضي”.

ووفقاً لـ”مولر” فإنّه بين أيار وآب، فرّ 400,000 شخصٍ من منازلهم، غالباً إلى شمال إدلب.
في هذه المنطقة المكتظة بالسكان بالفعل، تواجه المجتمعات الحاضنة ضغطاً متزايداً مما أدّى إلى طلب إضافي على المساعدات الإنسانية. كما أنّ وضع الإيواء مقلق بشكلٍ خاص، والتفاوت بين العرض والطلب على الشقق السكنية يعني أنّ عائلات كثيرة عاجزة عن دفع الإيجار. الأمر الذي أثبتته دراسة جديدة تشير إلى أنّ 600،000 شخص يعيشون في الخيم. و”في غياب الحلول البديلة فإنّ عائلات كثيرة تبيت في العراء”.

وأضافت بعد أشهر من تكثيف القتال، فإنّ “الآفاق في شمال غرب سوريا يشوبها الشكّ”، مشيرة إلى أنّ الشتاء على الأبواب وأنّ المنظمات الإنسانية تعدّ العدّة الآن لمساعدة الماكثين هناك عندما تنخفض دراجات الحرارة وعندما يضطرب الطقس.
وتشير التقديرات إلى أنّ هناك حاجة إلى 68.4 مليون دولار إضافية لتغطية احتياجات الشتاء وتوفير المأوى والمواد الغذائية.

وأوضحت “مولر” أنّ مواصلة الدعم المالي للحفاظ على الاستجابة الإنسانية بالمستوى المطلوب أمر أساسي، لكنها استدركت قائلة إن الجهود الإنسانية لمساعدة المدنيين المحتاجين لا تتوقّف فقط على الدعم المالي.

وذكّرت بأنّ سكان إدلب يمكن الوصول إليهم حصرياً من خلال معبر حدودي، مضيفة أنّ ما يزيد على 1.6 مليون نسمة من المحتاجين يتلقون شكلاً من أشكال المساعدة، بشكل شهري، داعية إلى تجديد القرار 2165 لمواصلة تقديم الدعم للملايين من المحتاجين والاستجابة للاحتياجات المقبلة في المستقبل.

إلى ذلك أشارت “أورسلا مولر” إلى نقطتين تؤثران على الجميع في سوريا, أولهما انعدام الأمن الغذائي والثانية التهديد الذي تشكّله مخلّفات الحرب غير المنفجرة.

وفي هذا السياق دعت المسؤولة الأممية إلى العمل العاجل لحلّ هاتين المشكلتين من أجل سلامة المدنيين عبر سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى