الائتلافُ الوطنيُ يدعو الأممَ المتحدةَ إلى العملِ الجادِ لضمانِ الإفراجِ عن المعتقلينَ في سجونِ النظام
دعا الائتلافُ الوطني السوري، الأممَ المتحدة إلى التحرّك السريعِ والعملِ الجادِّ لضمان الإفراج عن المعتقلينَ في سجون نظامِ الأسد والكشفِ عن مصيرهم، وتحقيقِ العدالة من خلال تحميلِ النظام المسؤولية عن جرائمِ الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانية.
جاء ذلك في رسالة وجَّهها رئيسُ الائتلاف الوطني السوري “سالم المسلط”، إلى كلٍّ من الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، ورئيسِ الجمعية العمومية للأمم المتحدة “عبد الله الشاهد”، ورئيسِ مجلس الأمن للدورة الحالية السفيرة “ليندا توماس غرينفيلد” الممثّلةِ الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، بخصوص “العفوِ الكاذب” الذي أصدره نظامُ الأسدُ بحقِّ المعتقلين.
وأكّد رئيسُ الائتلاف في رسالته على أنَّ العفو الذي أصدره رأسُ نظام الأسد المجرم ما هو سوى خدعةٍ للتغطية على مجزرة التضامن التي كشفتْها صحيفة الغارديان مؤخّراً.
ولفت “المسلط” إلى أنَّ لجنةَ التحقيق الأمميةِ سلّطت الضوءَ على عمليات الاعتقال التعسفي الواسعة النطاق التي يرتكبها نظامُ الأسد، وأنَّ عددَ المعتقلين يقدّر بأكثرَ من 132 ألفَ شخصٍ في حين لم يتجاوز عددُ المعتقلين المُفرجِ عنهم بموجب هذا العفو 500 شخصٍ.
وشدّد على أنَّ المعتقلين في سجون نظام الأسد يتعرّضون لأقسى طرقِ التعذيب الجسدي والنفسي، وهو ما وثّقته منظّماتٌ دولية، حيث وصفت منظمةُ العفو الدولية سجنَ صيدنايا في تقريرٍ سابق لها بأنَّه “مسلخٌ بشري” وأنَّه “أسوأ مكان على وجه الأرض” حيث تجري عملياتُ إعدامٍ جماعية وعملياتُ إبادة ممنهجة للمعتقلين.
وأشار “المسلطُ” إلى كيفيةِ قيامِ نظام الأسد بالتلاعب بمشاعر أهالي المعتقلين، حيث إنَّ صورَ العائلات في الساحات العامة وهم ينتظرون أيَّ خبرٍ عن أبنائهم، مدمية للقلب، مؤكّداً على أنَّ هذا العدد الهائلَ من الجرائم التي يرتكبها النظامُ بحقِّ الشعب السوري، وضدَّ المعتقلين على وجه الخصوص، تجعل كلَّ الدول التي تدعم هذا النظام أو تحاول إعادةَ العلاقات معه، شركاء في الجرائمِ ضدَّ الشعب السوري.
ودعا رئيسُ الائتلافِ، الأممَ المتحدة إلى التحرّك السريع والعملِ الجاد لضمان الإفراج عن المعتقلين في سجونِ نظام الأسد والكشفِ عن مصيرهم ووضعِ حدٍّ للمجازر المستمرّة في سوريا، وتحقيقِ العدالة من خلال تحميل النظام المسؤوليةَ عن جرائم الحربِ والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها على مدى السنوات العديدة الماضية.
وطالب “المسلط” أعضاءَ الجمعيةِ العامة للأمم المتحدة، العملَ بجدّيةٍ وصدقٍ للتوصّل إلى حلٍّ في سورية يراعي مطالبَ الشعب السوري وينصفه، مشدّداً على ضرورةِ محاسبةِ نظام الأسد على جرائمه العديدة، ومنها تلك التي استخدم فيها الأسلحةَ الكيماوية، وتعليقِ عضويته في كافة المنظماتِ الدولية، لأنَّه ليس ممثّلاً شرعياً للشعب السوري.
وختم “المسلط” رسالتَه بدعوة المجتمع الدولي إلى دعمِ إنشاء آلياتٍ عملية للتنفيذ الكامل لقرار الأمم المتحدة 2254، لا سيما تشكيلِ هيئة حكمٍ انتقاليّةٍ، والتي هي جوهرُ عملية الانتقال السياسي في سوريا.