التحالفُ الدوليُّ و”قسد” ينفّذانِ حملاتِ اعتقالٍ للمدنيينَ في شمالِ شرقِ سوريا
اعتقلت قوات التحالف الدولي عدداً من المدنيين خلال عملية إنزال جوي في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، في حين تستمرُّ ميليشيا “قسد” بحملات اعتقالِ الشباب في محافظة الرقة بهدف سَوْقهم للتجنيد الإجباري في صفوفها.
وذكرت مصادر إعلامية محلية أنّ قوات التحالف مدعومةً بعناصر من ميليشيا “قسد” قامت بعملية إنزال جويّ في حي الفرج ببلدة “الطيانة” بريف دير الزور الشرقي ليلة الثلاثاء-الأربعاء الفائت اعتقلت خلالها أكثرَ من 20 شخصاً.
وتقع بلدة الطيانة على مسافة قريبة من حقل العمر النفطي، الذي تتّخذه قواتُ التحالف الدولي مقرّاً عسكرياً لها شرقي ديرالزور. وكثيراً ما تقوم قوات التحالف بعمليات إنزال في ريف ديرالزور لاعتقال أشخاصٍ أو قتلهم بتهم الانتماء لتنظيم “داعش”، كان آخرها قبل أسبوعين حين جرى اعتقال عددٍ من المدنيين في قرية جديدة عكيدات إثرَ إنزال جويّ تخلّله عملياتِ دهمٍ ومصادرةِ أسلحة ومعدّات بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”.
وكانت مصادر محلية ذكرت أواخر الشهر الماضي أنّ أحدَ المدنيين استشهد واعتقل العشرات من أبناء بلدة “الكشكية” في منطقة الشعيطات، جرّاء حملةِ مداهمات واعتقالات نفّذتها قوةٌ عسكرية من ميليشيا “قسد” مدعومة بمروحيات تابعة للتحالف الدولي.
كما شهد الشهر الماضي عمليات مداهمةِ منازلٍ المدنيين القريبة من مناطق سيطرة قوات الأسد بالقرب من قرية “الشحيل” واعتقال عددٍ منهم بحجّة وقْفِ عمليات تهريب النفط الخام إلى نظام الأسد.
وفي السياق اعتقلت ميليشيا “قسد”، أمس الثلاثاء، 12 شاباً من محافظة الرقة، شمال شرقي سورية، بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري في صفوفها.
وذكرت مصادرُ إعلامية محلية أنّ عناصر “الانضباط العسكري”، التابعين لـ”قسد”، اعتقلوا ثمانية شبان على حاجز “الكرامة” شرق الرقة، وأربعة على حاجز طريق الرقة السمرة لذات السبب.
وأضافت أنّ “قسد” جمّعت المعتقلين ضمن معسكراتٍ مؤقّتةٍ لتسجيل بياناتهم قبل فرزهم إلى معسكرات تدريب تابعة لها في المحافظة.
وقالت الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان، في تقرير سابق، إنّ “قسد” اعتقلت 337 مدنياً، بينهم 22 طفلاً و16 سيدة، في النصف الأول من عام 2019.
وتعاني مناطقُ سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، من انفلاتٍ أمني وعمليات سرقة وسطو مسلح، وخطف من قبل عناصر يتبعون غالباً لتلك الميليشيا، بالترافق مع ضعف الخدمات، وهو ما ولّد حالة تذمّر من قبل الأهالي، خاصة جرّاء عمليات الاعتقال العشوائية التي كثيراً ما ينتج عنها سقوطَ قتلى وجرحى بين المدنيين, ما سبّب احتقاناً لدى السكان، أدْى إلى خروج تظاهرات عدّة رافضة لتلك الممارسات.
وتأتي معظم حملات الاعتقال في سياق اقتياد الشبان للتجنيد الإجباري، الذي تفرضه “قسد” على السكان في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرقي سورية.