التصعيدُ الاخيرُ على مناطقَ شمالَ إدلبَ ينذرُ بكارثةٍ إنسانيّةٍ لم يُسبقْ لهذا مثيلٌ منذُ عامِ 2011
عاودت قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الروسي قصفَ منطقة سرمدا شمالَ غربي سوريا بشكلٍ خطير، وذلك من خلال استهداف المناطق الحيوية على الطريق الواصل بين معبر باب الهوى ومدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، ما أدّى لاستشهاد 4 أشخاص وجرحِ 23 مدنيّاً وسطَ خسائر مادية كبيرة.
وبحسب بيان لإدارة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” يأتي هذا التصعيدُ في وقتٍ تروّجُ فيه قواتُ الأسد وحليفُها الروسي لهجوم عسكري جديد على المنطقة، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ منذ عام 2011 وتهدّد حياةَ أكثرَ من 4 ملايين مدنيٍّ، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة انتشاراً واسعاً لفيروس كورونا الذي حقّق ارتفاعاً كبيراً بعددِ الوفيات والإصابات بالتزامن مع اقتراب فصلِ الشتاء.
إذ أشارت “الخوذ البيضاء” إلى أنَّ مدفعية قوات الأسد والاحتلال الروسي استهدفت بعد ظهر أمس السبت مرافقَ حيوية وخدميّة على الطريق الواصل بين باب الهوى وسرمدا بريف إدلبَ الشمالي ما أدّى لـ “مقتلِ 4 أشخاص، وإصابة 13 آخرين”.
وبعد أقلَّ من ساعة ، عاودت قوات الأسد وروسيا قصفَ المنطقة من جديد، ما أدّى لإصابة 10 مدنيين، واندلاع حرائق كبيرة في منشآت صناعية في المنطقة.
يُذكر أنَّ قوات الأسد وحليفها الروسي شنّوا في شهر آذار الماضي هجماتٍ جويّة ومدفعيّة استهدفت معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارات الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودي، والذي يعتبر الشريانَ الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية الأمميّة، وأدّى هذا الاستهداف لحرائق ضخمة وأضرارٍ مادية بمواد مستوردة كانت محمّلةً في تلك الشاحنات.
حيث أعلنت فرقُ الدفاع المدني السوري أنَّها استجابت خلال الحملة العسكرية التي بدأت مطلعَ شهر حزيران، حتى يوم الجمعة 15 تشرين الثاني، لأكثرَ من 655 هجوماً من قِبل قوات الأسد وروسيا على منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، وتسبّبت تلك الهجمات بمقتل أكثرَ من 130 شخصاً، من بينهم 45 طفلاً و 23 امرأة، بالإضافة إلى متطوّعين اثنين في صفوف الدفاع المدني السوري، فيما أنقذتْ الفرق خلال ذات الفترة أكثرَ من 345 شخصاً أصيبوا في تلك الهجمات، من بينهم 86 طفلاً وطفلة.
وشدّدت “الخوذ البيضاء” على أنَّ التصعيد الذي حصل اليوم على شمالي غربي سوريا يهدّد حياةَ أكثرَ من 4 ملايين مدني، بينهم أكثرُ من 1.5 مليون مهجر قسراً يعيشون في مخيماتِ الشريط الحدودي التي تفتقد للحدِّ الأدنى من مقوّمات الحياة.
وختمت: إنَّ الهجمات التي يشنُّها نظام الأسد وروسيا على المرافق الحيوية منذُ عشرِ سنوات، لم تكن صدفةً أو مجرد هدفٍ عادي ضمن أهداف حربهم التدميرية على السوريين وإنَّما كانت ممنهجة ومتعمّدة وتهدف بشكلٍ مباشر لتدمير أشكال الحياة وعقابٍ جماعي للمدنيين، وإنَّ صمتَ المجتمع الدولي والأمم المتحدة هو بمثابة شرعنةٍ لهذه الهجمات ووقوف في صف القاتل وضوء أخضرَ للنظام وروسيا بالاستمرار بسياستهم دونَ أيّ بوادر للمحاسبة أو المساءلة