التصعيدُ الروسيُّ الأخيرُ يحملُ رسائلَ لأنقرةَ تعرّف عليها

قال مركز “جسور” للدراسات في تقريرٍ له إنَّ قصف ميليشيات الاحتلال الروسي على محيط إدلبَ ومقتلَ ضابط في الجيش التركي بريف حلب يحمل رسائلَ من موسكو لأنقرة.

حيث أوضح التقرير “إنَّ هذا التصعيد يفسّر عدمَ رضا روسيا عن تبادل الأدوار الذي تقوم به تركيا مع الولايات المتحدة شرقَ سوريا، والمتمثّل بشنّ تركيا الغاراتِ على قادة محسوبين على “قوات قسد الإرهابية” وينتمون لكوادر “حزب العمال الكردستاني”، في حين أنّ واشنطن تستثمرُ تلك الغارات لإقناع “قسد” بإنهاء وجود الحزب في مناطقها، ودفعِ الحوار الكردي – الكردي إلى الأمام، والذي سيكون بطبيعة الحال على حساب التقدّم في مسار تفضّله روسيا، وهو الحوار بين “قسدٍ” والنظام السوري.

وأشار أنَّ ” التصعيد يظهر رغبة روسيا في الحفاظ على الأجواء المتوتّرة بين تركيا و”قسد”، لقطع الطريق على احتمالية فتحِ مسارٍ تفاوضي بين الجانبَين برعاية أمريكية، وأشار إلى إعلان نوري محمود الناطق باسم “وحدات الحماية الكردية” استعدادَهم لإقامة أفضل العلاقات مع الأطراف السياسية والقوى الدولية ومنها تركيا، حيث جاءت التصريحات في السادس من أيلول الجاري، أي بعدَ أيامٍ قليلة من زيارة وفدٍ أمريكي ولقائه مسؤولين في “قسد”.

وقال مركز جسور إنَّه من أسباب التصعيد رغبةُ روسيا في تقديم نفسها ضامناً قوياً يمكن الوثوق به في منطقة شمال شرقي سوريا، ويبدو أنّ موسكو تريد استثمارَ الردّ الأمريكي الباهت على مطالبات “قسد” لواشنطن بوقف الهجمات التركيّة على مواقعها.

ورجّح أنْ تكونَ الأسباب الأخرى للتصعيد الأخير، تفاعل “الائتلاف” المرتبط بعلاقات وطيدة مع تركيا مع ملفّ محافظة درعا، وتلويح رئيسه سالم المسلط بالانسحاب من العملية السياسية.

بالإضافة إلى استمرار المعارضة التركية بمسار تعويم نظامِ “الأسد” على الساحة الدولية، رغم تأكيد وزيرِ الخارجية التركي أنّ “المفاوضات السياسية مع النظام السوري، واللقاء معه غير ممكنٍ”، مشيراً إلى أنّ “النظام غير معترف به من قِبَل العالم”.

وأخيراً يعكس التصعيد اتساع نطاق الخلافات التركية – الروسية في مجملِ الملفّات، سواء في أذربيجان أو أكرانيا، ومؤخّراً الموقف التركي في أفغانستان، والتنسيق الواضح بين أنقرة وواشنطن من أجل ملء الفراغ في مطار “كابول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى