التصفيةُ أو الاعتقالُ .. نظامُ الأسدِ يتخلّصُ من عملائِه في الغوطةِ الغربيةِ عبرَ عدّةِ طرقٍ
كشفت مصادرُ إعلاميّة محليّة بأنَّ نظام الأسد بدأ خلال الأسابيع الماضية بعملية دقيقة للتخلّص من عملائه في غوطة دمشق الغربية، من خلال عملياتِ تصفيةٍ مباشرةٍ واعتقالات طالت عدداً الأشخاص، واستمرار ملاحقة آخرين نفّذوا أجندةَ النظام وانتهتْ صلاحيتُهم بذلك.
وأشارت المصادرُ إلى أجهزةِ نظام الأسد الأمنيّة لم تتردّدْ في القضاء على أدواتها التي انتهتْ من استخدامها في المنطقة، حيث نفّذت اعتقالاتٌ عديدة في وقتٍ متزامن، وقتلتْ من شكّلَ اعتقالَه ضغطاً عليها، من جهات أمنيّة أخرى لم تكنْ قد استوفت أعمالَها معهم بعدُ.
المدعو “أبو الفداء سليمان” من أبناءِ بلدة كناكر غربي دمشقَ الذي انضمَّ لركبِ لجان المصالحة بعدَ تطبيق اتفاق تسوية أواخر 2018، كان من أهمُّ ركائزِ نظام الأسد قبلَ فقدان ثقةِ الأفرع الأمنيّة به.
إلأ أنَّ نظامَ الأسد اعتقله لفترة وجيزةٍ، قبل أنْ يفرّجَ عنه بحالة صحية حرجة، حيث يواجه حالةً مرضيّةً غيرَ معروفة، تستوجب تغييرَ دمه بشكلٍ دوري في مشافي العاصمة دمشق، مع عجزِه عن الحركة والوقوفِ على قدميه.
وبحسب مصادر مقرّبة من “سليمان” فإنَّه لم يكن يعاني من أيّة مشكلات صحيّة قبل توقيفه، وطرأت الحالةُ المرضية عليه بعدَ اعتقاله، حيث شربَ كوباً من الشاي خلال تسييرِ إجراءاتٍ الإفراج عنه في فرع الأمن العسكري 220، وفقَ قولهم.
ولم تكنْ حالةُ “سليمان” هي الوحيدةَ في الريف الغربي لدمشق، حيث أقدمتْ الأفرعُ الأمنيّة على إعدامِ “رفعت جمعة القبعاني” رجلِ المصالحاتِ البارز في المنطقة الجنوبية، والمدعوم من قياداتِ فرع أمنِ الدولة في دمشقَ، بشكلٍ بطيء.
حيث اعتقلته قبلَ شهرٍ ونصفٍ لمدّةِ عشرة أيامٍ، ليخرجَ مريضاً، ويعيش بين أهله أحدَ عشر يوماً قبل أنْ يفارق الحياة، من دون معرفةِ السبب الحقيقي لوفاتِه المفاجئة، وأكَّد أقرباؤه أنَّ صحته “مثالية” ولم يكن يعاني من أيّةِ مشكلات.
كما نفّذتْ “سريةُ المداهمة 215” اعتقالاتٍ بحقِّ المدعو “سامر الخطيب” الوجه البارز في لجان المصالحةِ في ريف دمشق، وشقيقِ رجلِ الأعمال السوري “تيسير الخطيب” بعد اتهامِه بالتورّطِ في عمليات تصفيةٍ لمنافسين في المنطقة، حيث فشلَ شقيقُه المدعوم روسياً بإخراجِه من الاعتقال، وبرّرَ نظامُ الأسد ذلك بضرورة استكمالِ التحقيقات التي بدأت في العديدِ من القضايا، وتمَّ من خلالها فتحٌ ملفّه الأمني القديم، حيث كان مطلوباً للأفرع الأمنيّةِ قبلَ تسويةِ وضعِه بإشرافٍ روسي، قبلَ عامين.
في الوقت نفسه أوقع عناصرُ السريةِ ذاتها بالمدعو “بلال الحوري”، القيادي السابقِ في فصائل المعارضة، والذي انخرطَ في أعمالٍ لصالح النظام، عبرَ المذيعة “كنانة حويجة”، خلالَ فترة التسوياتِ في الغوطة الغربية.
ووفقاً لمصادرَ فإنَّ “الحوري” معتقلٌ برفقة مدني من مدينة داريا، حيث كانا في طريقهما لإبرام صفقةِ بيع “قمصان آبار” في دمشق، ليتبيّنَ أنَّ الأفرعَ الأمنيّة دبّرتْ له كميناً لاعتقاله، مع تواردِ أخبارٍ غيرِ مؤكّدة عن تصفيتِه داخل المعتقل.
يُشار إلى أنَّ أجهزةَ نظام الأسد الأمنية تعيش حالةً من الصراع الداخلي، حيث تتضاربُ مصالٌحها وتختلف الوجوه التي تمثّلها، وعند اختلاف وسائل تحصيل الأموال بطرقٍ غيرِ شرعية فإنَّ أعضاءَ لجانِ المصالحة أو المنتدبين لديهم يكونون “كبشَ الفداء” لهذه الصراعات، حيث تتمُّ التضحية بهم.