التلغراف: سيناريوهاتِ التضليلِ الروسي في سوريا تتكرّرُ في أوكرانيا

ذكرت صحيفةُ التلغرافِ البريطانية أنَّ روسيا على مرِّ السنين، أصبحتْ واحدة من أكثر مزودي العالم براعة في التضليل والتلفيق.

جاء ذلك في مقالٍ لمراسلة الصحيفة “جوزي إينسور” بعنوان، “لقد استُهدفتُ من قِبل آلة الدعاية الروسية في زمن الحرب في سوريا. يجب أنْ نخافَ على أوكرانيا”، سردت فيه المراسلةُ تجربتَها عندما تعرّضتْ قبل سنوات إلى القرصنة الإلكترونية من قبل مجموعة تابعة للحكومة الروسية.

وكانت “إينسور ” تعمل كمراسلة في الشرق الأوسط لصحيفة التلغراف، حيث نشرت مقالاً عن هجومٍ بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما بريف دمشق أودى بحياة العشراتِ.

وتقول المراسلة إنَّ روسيا تدعم نظام الأسدِ وتقريرها لا يتناسب مع روايتهم، ولذلك بدأ “القراصنة الإلكترونيين بإنشاء حسابات على موقع لينكد إن والبريد الإلكتروني باسمي بهدف تشويه تقاريري عن الحرب السورية ونشرِ معلومات مضلّلة قد تكون ضارةُ”.

وأضافت “بذلَ الكرملين جهوداً متضافرة خلال ذروةِ الصراع السوري لمحاولة تشويه سمعة المعارضة، وشملَ ذلك الإعلام الغربي”.

وأكّدت “إينسور” أنَّه “على مرَّ السنين، أصبحت روسيا واحدة من أكثر مزوّدي العالم براعةً للتضليل والتلفيق”، مضيفةً، “لقد بدت البيانات الروسية بشأن أوكرانيا هذا الأسبوع مألوفةً للغاية لأولئك من الذين كُلفوا بتغطية مساعيها العسكرية السابقة”، معتبرةً أنَّه “في حين أن هناك حرباً واحدة يتم خوضُها على الأرض، هناك حربٌ منفصلة تماماً تُشنُ عبرَ الإنترنت”.

ولفتت المراسلة، “قبلَ الهجوم الذي كتبت عنه في نيسان 2018 (الذي دفعَ إلى القرصنة التي ترعاها الدولة)، نشرت روسيا مزاعمَ عبرَ قنواتها الإعلامية بأنَّ المعارضة السورية كانت تجهّز أسلحةً كيماوية بمساعدة الغرب. حتى أنَّها تضمّنت تفاصيل محدّدة حول وصولِ مجموعة من الخبراء العسكريين الفرنسيين يُزعم أنَّهم مسؤولون عن مساعدة المعارضة في التخطيط للهجوم”.

وتابعت، “ثم بدأ مستخدمو وسائلُ التواصل الاجتماعي المؤيّدون لنظام الأسد الذين أطلق عليهم المنتقدون الحمقى المفيدين، الترويجَ للنظريات على يوتيوب وتويتر ومواقعِهم الإلكترونية الهامشية”.

وعلى المنوال نفسه، “طلب مسؤولو الدفاع الروس الثلاثاء الماضي من السكان مغادرةَ العاصمة الأوكرانية كييف قبل الضرباتِ المخطّط لها”، بهدف “التنصّلِ من مسؤولية قتلِ المدنيين”، بحسب المراسلة.

وأشارت “إينسور” إلى أنَّه “ربّما كان هدفُ حملة التضليل الروسية الأكثرُ استمراراً هو الخوذ البيضاء”، موضّحةً أنَّ الدفاع المدني السوري، ينفّذ مهامَ الإنقاذ في أعقاب قصفِ قوات الأسد وروسيا.

وكانت موسكو قد زعمت، بحسب المراسلة، “أنَّها كانت تستخدمُ بشكل منتظمٍ الجهات الفاعلة في الأزمات وتشنُّ هجمات من أجل دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى حربٍ للإطاحة برأس نظام الأسد”.

وقالت “بفضل آلة الدعاية الروسية المصمّمة، أصبحت المنظمة المرشّحةَ لجائزة نوبل للسلام واحدة من أكثرِ المنظمات تعرّضاً للتدقيق في العالم”.

وأشارت إلى أنَّ “المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية اتّهم يوم الثلاثاء أوكرانيا بتزوير مقتلِ مدنيين، وقارنَ الفعل المفترض بقتلى سوريين”.

وأضافت “تتمثّل الاستراتيجية الأخرى لروسيا في إغراق النظامِ البيئي الإعلامي بأكاذيب مصمّمةٍ لتقويض ثقة الجمهور”، مبيّنةً أنَّ متصيدين إلكترونيين روس – “يتظاهرون بأنَّهم مستخدمون مؤيّدون لأوكرانيا – يشاركون الصور على تويتر وفيسبوك من غزّة وسوريا ونزاعات أخرى، ويدّعون أنّها من أوكرانيا”، حيث “نشرت حسابات يوم الاثنين صوراً للناشطة الفلسطينية المراهقة عهد التميمي وهي تصرُخ في وجه جندي إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة إلى جانب التعليق الخاطئ فتاة أوكرانية تبلغ من العمر 8 سنواتٍ تواجه جندياً روسياً تطلب منه العودةَ إلى بلاده”.

وأوضحت المراسلةُ أنَّ وسائل الإعلام الرسمية الروسية أشارتْ إلى المنشورات كدليلٍ على التغطية الإعلامية الكاذبة للنزاع من قِبل وسائل الإعلامِ الناطقة بالإنجليزية.

وترى مراسلةُ الصحيفة أنَّ “هذه الأنواع من العمليات النفسية، هي أدواتٌ قويةٌ في زمن الحرب في القرن الحادي والعشرين”، مؤكّدةً أنَّ هذه الاستراتيجية نجحت إلى حدٍّ ما في الحرب البعيدة في سوريا، وهو الصراع الذي تجاهله المجتمعُ الدولي إلى حدٍ كبيرٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى