الجيشُ الوطنيُ: نظامُ الأسدِ يحاولُ زرعَ فتةٍ بين درعا والسويداءِ

اعتمد نظامُ الأسدِ منذُ اليومِ الأولِ للثورةِ السوريةِ إلى استخدامِ كافة الأساليبِ غيرِ الأخلاقيةِ من أجلِ حرفِ مسارِ الثورةِ عن طريقِها الصحيحِ؛ بغيةَ إحداثِ فوضى بينَ مكوّناتِ الشعبِ السوريِّ ولفتِ انتباهِهم عن الأهدافِ التي خرجوا من أجلِ تحقيقِها وبذلوا الدماءَ لأجلِها وهي إسقاطُه، وأهمُّ تلكَ الأساليبِ هي زرعُ الفتنِ الطائفيةِ في المناطقِ المحاذيةِ جغرافياً لبعضِها البعضِ؛ مستغلّاً عاملَ التعدّديةِ بالمذاهبِ والقومياتِ والأديانِ التي يتّسمُ بها الشعبُ السوريُّ، فسخّرَ نظامُ الأسدِ لذلك كلَّ إمكاناتِه الاستخباراتيةِ والأمنيةِ والإعلاميةِ.


نجحَ نظامُ الأسدِ في هذا الأسلوبِ القذرِ في جذبِ أبناءِ طائفتِه إليه منذُ أولِ عامٍ في الثورةِ عن طريقِ إيهامِهم بأنّهم هدفٌ مشروعٌ لبقيّةِ مكوّناتِ الشعبِ السوريِّ الأخرى
إلّا أنّه فشلَ في إثارةِ الفتنِ بينَ مكوّناتِ الشعبِ السوريِّ الأخرى، وتجلّى ذلك الفشلُ بوجهٍ رئيسٍ في محافظتَي درعا والسويداءِ “معَ الأخذِ بعينِ النظرِ إلى أنّه حقّق بعضَ النجاحاتِ الآنيّةِ في هذا الخصوصِ”.
غيرَ أنّه مازالَ يُعوّلُ إلى اليومِ على توظيفِ الفتنةِ الطائفيةِ في المنطقةِ الجنوبيةِ وخاصّةً معَ المستجدّاتِ الأمنيةِ والعسكريةِ فيها، والتي تَحولُ دونَ تمكينِه من استخدامِ القوّةِ العسكريةِ المفرِطةِ وحرقِ المناطقِ المناديةِ بسقوطِه كما كانَ يفعلُ سابقاً، لكنه زادَ عليها الآن معتمداً أسلوبَ الاغتيالِ، حيثُ أقدمَ قبلَ أيامٍ شبّانٌ من بلدةِ “القريّا” في محافظةِ السويداءِ على اختطافِ عددٍ من أبناءِ محافظةِ درعا لِيُرسلَ النظامُ عناصرَ مدجّجةً بالسلاحِ من الفيلقِ الخامسِ(أبناءَ محافظةَ درعا المصالحينَ) لاختطافِ شبّانٍ من البلدةِ الدرزيةِ المذكورةِ، وحدثت اشتباكاتٌ أدّت إلى سقوطِ عشرةِ قتلى من الطرفَينِ قبلَ أنْ تُطوَّقَ الحادثةُ من قِبَلِ الوجهاءِ،
وفي هذا الخصوص قام المسؤولون في الجيش الوطني السوري يوم أمس الخميس بتوجيه رسالة إلى أبناء درعا والسويداء في الجنوب السوري تعقيباً على
محاولة نظام الأسد “تغذية الفتنة بين المحافظتين”.
إذ قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني في كلمة صوتية: إنّ “نظام الأسد عمد منذ بداية الثورة السورية إلى إحداث فوضى بين مكوّنات الشعب للفتِ انتباههم عن أهدافهم، موضّحاً أنّ من بين تلك الأساليب زرع الفتنة الطائفية بين المناطق”.
وأضاف: أنّ “النظام لطالما عمِلَ على تغذية الاختلاف الطائفي بين درعا والسويداء، إلا أنّه فشل بذلك بسبب الوعي الاجتماعي”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ “الأسد ما زال يعوّل على توظيف الفتنة في الجنوب السوري”.
كما لفت ” مدير التوجيه المعنوي الى أنّ حوادث القتل والخطف التي شهدتها المحافظتان مؤخّراً هي بفعل الأسد، لمحاولة ضرب المحافظتين ببعضهما.
وأوضح أنّ “هدفه من ذلك هو الانتقام من المنطقتين اللتين ينظر إليهما كعدوّتين لاسيما بعد تكرار العمليات العسكرية ضد قوات الأسد في درعا، إلى جانب رفضِ حركة رجال الكرامة في السويداء تجنيد أبناء المحافظة في صفِّ النظام”.
وحذَّر مدير “التوجيه المعنوي” سكان المحافظتين من “الانجرار إلى حبائل نظام الاسد والوقوع بفخّ الفتنة الطائفية التي يغذيها”، ودعاهم إلى التكاتف بوجهه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى